responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 11  صفحه : 235

(فضيلة مكة و ما خصها اللّٰه به من المكارم و المناقب)

(228) أ داود أنت الامام الرضا و أنت ابن عم نبى الهدى
و أنت المهذب من كل عيب كبيرا و من قبله في الصبا
و أنت المؤمل من هاشم و أنت ابن قوم كرام تقى
و أنت غياث لأهل الخصاص تسد خصاصتهم بالغنى
أتاك كتاب حسود جحود أسا في مقالته و اعتدى
يخير يثرب في شعره على حرم اللّٰه حيث ابتنى
فان كان يصدق فيما يقول فلا يسجدن إلى ما هنا
و أي بلاد تفوق أمها؟ و مكة مكة أم القرى
و ربى دحا الأرض من تحتها
و مسجدنا بين فضله على غيره ليس في ذامرا
صلاة المصلى تعد له مئين ألوفا صلاة وفا
كذاك أتى في حديث النبي و ما قال حق به يقتدى
(229)و أعمالكم كل يوم وفود إلينا شوارع مثل القطا
فيرفع منها إلهي الذي يشاء و يترك ما لا يشأ
و نحن تحج إلينا العباد فيرمون شعثا بوتر الحصى
و يأتون من كل فج عميق على أينق ضمر كالقنا
لتقضوا مناسككم عندنا فمنهم سغاب و منهم معى
فكم من ملب بصوت حزين
فكلهمو أشعث أغبر يؤم المعرف أقصى المدى
فظلوا به يومهم كله وقوفا يضجون حتى المسا
حفاة ضحاة قياما لهم عجيج يناجون رب السما
رجاء و خوفا لما قدموا و كل يسائل دفع البلا
يقولون:يا ربنا اغفر لنا بعفوك و الصفح عمن أسا
(230)فلما دنا الليل من يومهم و ولى النهار أجدوا البكا
و سار الحجيج له رجة فحلوا بجمع بعيد العشا
فباتوا جميعا فلما بدا عمود الصباح و ولى الدجى
دعوا ساعة شدوا الشسوع
و آخر يهدى إلى مكة ليسعى و يدعوه فيمن دعا
و آخر يرمل حول الطواف و آخر ماض يؤم الصفا
فأبوا بأفضل مما رجوا و ما طلبوا من جزيل العطا
(231)و حج الملائكة المكرمون إلى أرضنا قبل فيما مضى
و آدم قد حج من بعدهم و من بعده أحمد المصطفى
و حج إلينا خليل الإله و هجر بالرمي فيمن رمى
فهذا-لعمرى!-لنا رفعة حبانا بهذا شديد القوى
(232)و منا النبي نبى الهدى و فينا تنبأ و منا ابتدى
و منا أبو بكر بن الكرام
و منا على و منا الزبير و طلحة منا و فينا انتشا
و منا ابن عباس ذو المكرمات نسيب النبي و حلف الندا
و منا قريش و آباؤها فنحن إلى فخرنا المنتهى
و منا الذين بهم تفخرون فلا تفخرون علينا بنا
ففخر أولاء لنا رفعة و فينا من الفخر ما قد كفى
(233)و زمزم و الحجر فينا فهل لكم مكرمات كما قد لنا؟
و زمزم طعم و شرب لمن أراد الطعام و فيه الشفا
و زمزم تنفى هموم الصدور و زمزم من كل سقم دوا
و من جاء زمزم من جائع
و فينا سقاية عم الرسول و منها النبي امتلا و ارتوى
و فينا المقام فأكرم به و فينا المحصب و المختبى
و فينا الحجون ففاخر به و فينا كداء و فينا كدى
و فينا الأباطح و المروتان فبخ!بخ!فمن مثلنا يا فتى؟!
و فينا المشاعر منشا النبي و أجياد و الركن و المتكى
و ثور و هل عندكم مثل ثور و فينا ثبير و فينا حرا
و فيه اختباء نبى الإله و معه أبو بكر المرتضى
فكم بين أحد إذا جاء فخر
و يثرب كانت حلالا فلا تكذب فكم بين هذا و ذا
و حرمها بعد ذاك النبي فمن أجل ذلك جا ذا كذا
و لو قتل الوحش في يثرب لما فدى الوحش حتى اللقا
و لو قتلت عندنا نملة أخذتم بها أو تؤدوا الفدا
و لو لا زيارة قبر النبي لكنتم كسائر من قد ترا
و ليس النبي بها ثاويا و لكنه في جنان العلى
(235)فان قلت قولا خلاف الذي أقول فقد قلت قول الخطا
فلا تفحشن علينا المقال و لا تنطقن بقول الخنا
و لا تفخرن بما لا يكون
و إلا فجاءك ما لا تريد من الشتم في أرضكم و الأذى
فقد يمكن القول في أرضكم بسب العقيق و وادى قبا

نام کتاب : الـفتوحات المکية طبع الهيئه المصريه العامه للکتاب نویسنده : ابن العربي، محيي الدين    جلد : 11  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست