responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 55

و من ذلك أن يذكر عيب إنسان،فلا يتنبه له بعض الحاضرين،فيقول سبحان اللّه ما أعجب هذا ،حتى يصغى إليه،و يعلم ما يقول.فيذكر اللّه تعالى،و يستعمل اسمه آلة له في تحقيق خبثه،و هو يمتن على اللّه عز و جل بذكره،جهلا منه و غرورا.و كذلك يقول، ساءني ما جرى على صديقنا من الاستخفاف به،نسأل اللّه أن يروح نفسه.فيكون كاذبا في دعوى الاغتمام؛و في إظهار الدعاء له.بل لو قصد الدعاء لأخفاه في خلوته عقيب صلاته.

و لو كان يغتم به لاغتم أيضا بإظهار ما يكرهه.و كذلك يقول،ذلك المسكين قد بلى بآفة عظيمة،تاب اللّه علينا و عليه.فهو في كل ذلك يظهر الدعاء،و اللّه مطلع على خبث ضميره، و خفي قصده.و هو لجهله لا يدرى أنه قد تعرض لمقت أعظم مما تعرض له الجهال إذا جاهروا

و من ذلك الإصغاء إلى الغيبة على سبيل التعجب.

فإنه إنما يظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب في الغيبة؛فيندفع فيها،و كأنه يستخرج الغيبة منه بهذا الطريق.فيقول،عجب، ما علمت أنه كذلك،ما عرفته إلى الآن إلا بالخير،و كنت أحسب فيه غير هذا،عافانا اللّه من بلائه.فإن كل ذلك تصديق للمغتاب،و التصديق بالغيبة غيبة،بل الساكت شريك المغتاب،قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«المستمع أحد المغتابين »و قد روى عن أبي بكر و عمر رضى اللّه عنهما،[2]أن أحدهما قال لصاحبه:إن فلانا لنئوم،ثم إنهما طلبا أدما من رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،ليأكلا به الخبز.فقال صلى اللّه عليه و سلم«قد ائتدمتما» فقالا ما نعلمه.قال«بلى إنّكما أكلتما من لحم أخيكما»فانظر كيف جمعهما،و كان القائل أحدهما،و الآخر مستمعا .و قال للرجلين اللذين قال أحدهما،أقعص الرجل كما يقعص الكلب [3]«انهشا من هذه الجيفة»فجمع بينهما.فالمستمع لا يخرج من إثم الغيبة،إلا أن ينكر بلسانه،أو بقلبه إن خاف،و إن قدر على القيام،أو قطع الكلام بكلام آخر،فلم يفعل

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست