نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 9 صفحه : 23
و ما كان بدر و لا حابس يسودان مرداس في مجمع و ما كنت دون امرئ منهما و من تضع اليوم لا يرفع فقال صلى اللّه عليه و سلم«اقطعوا عنّى لسانه»فذهب به أبو بكر الصديق رضى اللّه عنه حتى اختار مائة من الإبل،ثم رجع و هو من أرضى الناس.فقال له صلى اللّه عليه و سلم «أ تقول فيّ الشّعر؟»فجعل يعتذر إليه و يقول،بأبي أنت و أمي،إنى لأجد للشعر دبيبا على لساني كدبيب النمل،ثم يقرصنى كما يقرص النمل،فلا أجد بدا من قول الشعر.فتبسم صلى اللّه عليه و سلم و قال«لا تدع العرب الشّعر حتّى تدع الإبل الحنين »
الآفة العاشرة المزاح
و أصله مذموم منهي عنه
،إلا قدرا يسيرا يستثنى منه.قال صلى اللّه عليه و سلم [1]«لا تمار أخاك و لا تمازحه » فإن قلت:المماراة فيها إيذاء،لأن فيها تكذيبا للأخ و الصديق،أو تجهيلا له،و أما المزاح فمطايبة،و فيه انبساط و طيب قلب،فلم ينهى عنه؟ فاعلم.أن المنهي عنه الإفراط فيه،أو المداومة عليه
أما المداومة
،فلأنه اشتغال باللعب و الهزل فيه،و اللعب مباح،و لكن المواظبة عليه مذمومة و أما الإفراط فيه،فإنه يورث كثرة الضحك،و كثرة الضحك تميت القلب،و تورث الضغينة في بعض الأحوال،و تسقط المهابة و الوقار.فما يخلو عن هذه الأمور فلا يذم،
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 9 صفحه : 23