responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 190

أو الحمية لصحة البدن.أو الاشتهار بالزهد،فقد صار هذا من الدنيا بالمعنى،و إن كان يظن بصورته أنه للّٰه تعالى.و منها ما صورته لحظ النفس،و يمكن أن يكون معناه للّٰه.و ذلك كالأكل،و النكاح،و كل ما يرتبط به بقاؤه و بقاء ولده.فإن كان القصد حظ النفس،فهو من الدنيا.و إن كان القصد الاستعانة به على التقوى،فهو للّٰه بمعناه،و إن كانت صورته صورة الدنيا.قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«من طلب الدّنيا حلالا مكاثرا مفاخرا لقى اللّه و هو عليه غضبان و من طلبها استعفافا عن المسألة و صيانة لنفسه جاء يوم القيامة و وجهه كالقمر ليلة البدر »فانظر كيف اختلف ذلك بالقصد فإذا الدنيا حظ نفسك العاجل،الذي لا حاجة إليه لأمر الآخرة،و يعبر عنه بالهوى، و إليه الإشارة بقوله تعالى وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوىٰ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوىٰ [1]و مجامع الهوى خمسة أمور،و هي ما جمعه اللّه تعالى في قوله أَنَّمَا الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفٰاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكٰاثُرٌ فِي الْأَمْوٰالِ وَ الْأَوْلاٰدِ [2]و الأعيان التي تحصل منها هذه الخمسة سبعة،يجمعها قوله تعالى زُيِّنَ لِلنّٰاسِ حُبُّ الشَّهَوٰاتِ مِنَ النِّسٰاءِ وَ الْبَنِينَ وَ الْقَنٰاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَ الْأَنْعٰامِ وَ الْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتٰاعُ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا [3].فقد عرفت أن كل ما هو للّٰه فليس من الدنيا.و قدر ضرورة القوت، و ما لا بد منه من مسكن و ملبس،هو للّٰه إن قصد به وجه اللّه.و الاستكثار منه تنعم،و هو لغير اللّه.و بين التنعم و الضرورة درجة يعبر عنها بالحاجة،و لها طرفان و واسطة.طرف يقرب من حد الضرورة فلا يضر،فإن الاقتصار على حد الضرورة غير ممكن.و طرف يزاحم جانب التنعم و يقرب منه،و ينبغي أن يحذر منه.و بينهما وسائط متشابهة،و من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه.و الحزم في الحذر و التقوى،و التقرب من حد الضرورة ما أمكن،اقتداء بالأنبياء و الأولياء عليهم السلام،إذ كانوا يردون أنفسهم إلى حد الضرورة حتى أن أويسا القرني ،كان يظن أهله أنه مجنون،لشدة تضييقه على نفسه ،فبنوا له بيتا


[1] النازعات:41

[2] الحديد:20

[3] آل عمران:14

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست