responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 155

و جمعهم بورا،و سعيهم هباء منثورا ،و دعائهم ثبورا،هذه صفتها و كان أمر اللّه قدرا مقدورا و الصلاة على محمد عبده و رسوله،المرسل إلى العالمين بشيرا و نذيرا،و سراجا منيرا،و على من كان من أهله و أصحابه له في الدين ظهيرا.و على الظالمين نصيرا،و سلم تسليما كثيرا أما بعد:فإن الدنيا عدوة للّٰه،و عدوة لأولياء اللّه،و عدوة لأعداء اللّه أما عداوتها للّٰه،فإنها قطعت الطريق على عباد اللّه.و لذلك لم ينظر اللّه إليها منذ خلقها و أما عداوتها لأولياء اللّه عز و جل،فإنها تزينت لهم بزينتها،و عمتهم بزهرتها و نضارتها حتى تجرعوا مرارة الصبر في مقاطعتها و أما عداوتها لأعداء اللّه،فإنها استدرجتهم بمكرها و كيدها،فاقتنصتهم بشبكتها، حتى وثقوا بها،و عولوا عليها،فخزلتهم أحوج ما كانوا إليها،فاجتنوا منها حسرة تنقطع دونها الأكباد،ثم حرمتهم السعادة أبد الآباد،فهم على فراقها يتحسرون،و من مكايدها يستغيثون و لا يغاثون،بل يقال لهم اخسئوا فيها و لا تكلمون أُولٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيٰاةَ الدُّنْيٰا بِالْآخِرَةِ،فَلاٰ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذٰابُ وَ لاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ [1]و إذا عظمت غوائل الدنيا و شرورها،فلا بد أولا من معرفة حقيقة الدنيا،و ما هي، و ما الحكمة في خلقها مع عداوتها،و ما مدخل غرورها و شرورها،فإن من لا يعرف الشر لا يتقيه و يوشك أن يقع فيه .و نحن نذكر ذم الدنيا،و أمثلتها و حقيقتها،و تفصيل معانيها و أصناف الأشغال المتعلقة بها،و وجه الحاجة إلى أصولها،و سبب انصراف الخلق عن اللّه بسبب التشاغل بفضولها إن شاء اللّه تعالى،و هو المعين على ما يرتضيه

بيان
ذم الدنيا

الآيات الواردة في ذم الدنيا و أمثلتها كثيرة و أكثر القرءان مشتمل على ذم الدنيا،و صرف الخلق عنها،و دعوتهم إلى الآخرة.بل هو مقصود الأنبياء عليهم الصلاة و السلام و لم يبعثوا إلا لذلك فلا حاجة إلى الاستشهاد بآيات القرءان لظهورها،

و إنما نورد بعض الاخبار الواردة فيها


[1] البقرة:86

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست