responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 132

و قال ابن سيرين رحمه اللّه.ما حسدت أحدا على شيء من أمر الدنيا،لأنه إن كان من أهل الجنة،فكيف أحسده على الدنيا و هي حقيرة في الجنة؟و إن كان من أهل النار،فكيف أحسده على أمر الدنيا و هو يصير إلى النار !و قال رجل للحسن،هل يحسد المؤمن؟قال ما أنساك بني يعقوب،نعم،و لكن غمه في صدرك،فإنه لا يضرك ما لم تعد به يدا و لا لسانا ،و قال أبو الدرداء،ما أكثر عبد ذكر الموت إلا قلّ فرحه،و قل حسده،و قال معاوية،كل الناس أقدر على رضاه،إلا حاسد نعمة،فإنه لا يرضيه إلا زوالها،و لذلك قيل
كل العداوات قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حسد
و قال بعض الحكماء:الحسد جرح لا يبرأ،و حسد الحسود ما يلقى.و قال أعرابي:

ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد،إنه يرى النعمة عليك نقمة عليه.و قال الحسن يا ابن آدم،لم تحسد أخاك؟فإن كان الذي أعطاه لكرامته عليه،فلم تحسد من أكرمه اللّه؟و إن كان غير ذلك،فلم تحسد من مصيره إلى النار ؟و قال بعضهم،الحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمة و ذلا.و لا ينال من الملائكة إلا لعنة و بغضا.و لا ينال من الخلق إلا جزعا و غما.و لا ينال عند النزع إلا شدة و هو لا.و لا ينال عند الموقف إلا فضيحة و نكالا

بيان
حقيقة الحسد و حكمه و أقسامه و مراتبه

اعلم أنه لا حسد إلا على نعمة.

فإذا أنعم اللّه على أخيك بنعمة،فلك فيها حالتان إحداهما:أن تكره تلك النعمة،و تحب زوالها،و هذه الحالة تسمى حسدا.فالحسد حده كراهة النعمة،و حب زوالها عن المنعم عليه الحالة الثانية:أن لا تحب زوالها،و لا تكره وجودها و دوامها،و لكن تشتهي لنفسك مثلها.و هذه تسمى غبطة.و قد تختص باسم المنافسة.و قد تسمى المنافسة حسدا،و الحسد منافسة،و يوضع أحد اللفظين موضع الآخر،و لا حجر في الأسامي بعد فهم المعاني.و قد قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«إنّ المؤمن يغبط و المنافق يحسد »

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست