نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 9 صفحه : 111
و قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«أ يعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم؟»قالوا و ما أبو ضمضم؟ قال«رجل ممّن كان قبلكم كان إذا أصبح يقول اللّهمّ إنّى تصدّقت اليوم بعرضي على من ظلمني ».و قيل في قوله تعالى رَبّٰانِيِّينَ [1]أي حلماء علماء .
و عن الحسن في قوله تعالى وَ إِذٰا خٰاطَبَهُمُ الْجٰاهِلُونَ قٰالُوا سَلاٰماً [2]قال حلماء إن جهل عليهم لم يجهلوا.و قال عطاء بن أبي رباح يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً [3]أي حلما.و قال ابن أبي حبيب في قوله عز و جل وَ كَهْلاً [4]قال الكهل منتهى الحلم .و قال مجاهد وَ إِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرٰاماً [5]أي إذا أوذوا صفحوا[2].و روى أن ابن مسعود مر بلغو معرضا،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم«أصبح ابن مسعود و أمسى كريما»ثم تلا إبراهيم ابن ميسرة،و هو الراوي،قوله تعالى وَ إِذٰا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرٰاماً [6]و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم[3]«اللّهمّ لا يدركني و لا أدركه زمان لا يتّبعون فيه العليم و لا يستحيون فيه من الحليم قلوبهم قلوب العجم و ألسنتهم ألسنة العرب »و قال صلى اللّه عليه و سلم[4]«ليلينى منكم ذوو الأحلام و النّهى ثمّ الّذين يلونهم و لا تختلفوا فتختلف قلوبكم و إيّاكم و هيشات [7]الأسواق».و روى أنه وفد على النبي صلى اللّه عليه و سلم الأشج ،فأناخ راحلته ثم عقلها،و طرح عنه ثوبين كانا عليه،و أخرج من العيبة ثوبين حسنين فلبسهما،و ذلك بعين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرى ما يصنع،ثم أقبل يمشى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،فقال عليه السلام[5]«إنّ فيك يا أشجّ خلقين يحبّهما اللّه و رسوله »