responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 101

و إن لم أقطعها فأنا شر مما تقول.و سب رجل أبا بكر رضى اللّه عنه،فقال ما ستر اللّه عنك أكثر.

فكأنه كان مشغولا بالنظر في تقصير نفسه عن أن يتقى اللّه حق تقاته،و يعرفه حق معرفته فلم يغضبه نسبة غيره إياه إلى نقصان،إذ كان ينظر إلى نفسه بعين النقصان.و ذلك لجلالة قدره.و قالت امرأة لمالك بن دينار،يا مرائي.فقال ما عرفني غيرك.فكأنه كان مشغولا بأن ينفى عن نفسه آفة الرياء،و منكرا على نفسه ما يلقيه الشيطان إليه،فلم يغضب لما نسب إليه.و سب رجل الشعبي فقال،إن كنت صادقا فغفر اللّه لي،و إن كنت كاذبا فغفر اللّه لك فهذه الأقاويل دالة في الظاهر على أنهم لم يغضبوا،لاشتغال قلوبهم بمبهمات دينهم.

و يحتمل أن يكون ذلك قد أثر في قلوبهم،و لكنهم لم يشتغلوا به،و اشتغلوا بما كان هو الأغلب على قلوبهم.فإذا اشتغال القلب ببعض المهمات،لا يبعد أن يمنع هيجان الغضب عند فوات بعض المحاب.فإذا يتصور فقد الغيظ،إما باشتغال القلب بمهم،أو بغلبة نظر التوحيد ،أو بسبب ثالث،و هو أن يعلم أن اللّه يحب منه أن لا يغتاظ،فيطفئ شدة حبه للّٰه غيظه،و ذلك غير محال في أحوال نادرة.و قد عرفت بهذا أن الطريق للخلاص من نار الغضب محو حب الدنيا عن القلب،و ذلك بمعرفة آفات الدنيا و غوائلها،كما سيأتي في كتاب ذم الدنيا.و من أخرج حب المزايا عن القلب،تخلص من أكثر أسباب الغضب و ما لا يمكن محوه،يمكن كسره و تضعيفه فيضعف الغضب بسببه،و يهون دفعه.نسأل اللّه حسن التوفيق بلطفه و كرمه،إنه على كل شيء قدير،و الحمد للّٰه وحده.

بيان
الأسباب المهيجة للغضب

قد عرفت أن علاج كل علة حسم مادتها،و إزالة أسبابها.فلا بد من معرفة أسباب الغضب .و قد قال يحيى لعيسى عليهما السلام أي شيء أشد؟قال غضب اللّه.قال فما يقرب من غضب اللّه؟قال أن تغضب،قال فما يبدى الغضب و ما ينبته؟قال عيسى الكبر،و الفخر،و التعزز،و الحمية و الأسباب المهيجة للغضب،هي الزهو،و العجب،و المزاح،و الهزل،و الهزء و التعبير و المماراة.و المضادة،و الغدر،و شدة الحرص على فضول المال و الجاه،و هي بأجمعها أخلاق

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 9  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست