responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 72

التي تحصل في الخيال من إشراق عالم الملكوت على باطن سر القلوب،فلا تكون إلا محاكية للصفة و موافقة لها،لأن الصورة في عالم الملكوت تابعة للصفة و موافقة لها.فلا جرم لا يرى المعنى القبيح إلا بصورة قبيحة.فيرى الشيطان في صورة كلب و ضفدع و خنزير و غيرها، و يرى الملك في صورة جميلة،فتكون تلك الصورة عنوان المعاني،و محاكية لها بالصدق.

و لذلك يدل القرد و الخنزير في النوم على إنسان خبيث،و تدل الشاة على إنسان سليم الصدر و هكذا جميع أبواب الرؤيا و التعبير: و هذه أسرار عجيبة،و هي من أسرار عجائب القلب و لا يليق ذكرها بعلم المعاملة،و إنما المقصود أن تصدق بأن الشيطان ينكشف لأرباب القلوب،و كذلك الملك،تارة بطريق التمثيل و المحاكاة كما يكون ذلك في النوم،و تارة بطريق الحقيقة.و الأكثر هو التمثيل بصورة محاكية للمعنى،هو مثال المعنى،لا عين المعنى إلا أنه يشاهد بالعين مشاهدة محققة و ينفرد بمشاهدته المكاشف دون من حوله كالنائم

بيان
ما يؤاخذ به العبد من وساوس القلوب و همها و خواطرها
و قصودها و ما يعفى عنه و لا يؤاخذ به

اعلم أن هذا أمر غامض. و قد وردت فيه آيات و أخبار متعارضة،يلتبس طريق الجمع بينها،إلا على سماسرة العلماء بالشرع.فقد روى عن النبي صلى اللّه عليه و سلم أنه قال[1]«عفى عن أمّتى ما حدّثت به نفوسها ما لم تتكلّم به أو تعمل به»و قال أبو هريرة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[2]«إنّ اللّه تعالى يقول للحفظة إذا همّ عبدي بسيّئة فلا تكتبوها فإن عملها فاكتبوها سيّئة و إذا همّ بحسنة لم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا»و قد خرجه البخاري و مسلم في الصحيحين.و هو دليل على العفو عن عمل القلب و همه بالسيئة.و في لفظ آخر، «من همّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة»

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست