responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 6

بل هو موجود للميت.و نحن إذا أطلقنا لفظ القلب في هذا الكتاب لم نعن به ذلك،فإنه قطعة لحم لا قدر له،و هو من عالم الملك و الشهادة،إذ تدركه البهائم بحاسة البصر فضلا عن الآدميين و المعنى الثاني:هو لطيفة ربانية روحانية،لها بهذا القلب الجسماني تعلق.و تلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان،و هو المدرك العالم العارف من الإنسان،و هو المخاطب و المعاقب و المعاتب و المطالب،و لها علاقة مع القلب الجسماني،و قد تحيرت عقول أكثر الخلق في إدراك وجه علاقته،فإن تعلقه به يضاهي تعلق الأعراض بالأجسام،و الأوصاف بالموصوفات أو تعلق المستعمل للآلة بالآلة،أو تعلق المتمكن بالمكان و شرح ذلك مما نتوقاه لمعنيين أحدهما:أنه متعلق بعلوم المكاشفة،و ليس غرضنا من هذا الكتاب إلا علوم المعاملة و الثاني:أن تحقيقه يستدعى إفشاء سر الروح،و ذلك مما[1]لم يتكلم فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم،فليس لغيره أن يتكلم فيه و المقصود أنا إذا أطلقنا لفظ القلب في هذا الكتاب،أردنا به هذه اللطيفة.و غرضنا ذكر أوصافها و أحوالها،لا ذكر حقيقتها في ذاتها.و علم المعاملة يفتقر إلى معرفة صفاتها و أحوالها،و لا يفتقر إلى ذكر حقيقتها

اللفظ الثاني:الروح

،و هو أيضا يطلق فيما يتعلق بجنس غرضنا لمعنيين.أحدهما:جسم لطيف،منبعه تجويف القلب الجسماني، فينشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن.و جريانه في البدن،و فيضان أنوار الحياة و الحس و البصر و السمع و الشم منها على أعضائها،يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا البيت،فإنه لا ينتهى إلى جزء من البيت إلا و يستنير به،و الحياة مثالها النور الحاصل في الحيطان،و الروح مثالها السراج،و سريان الروح و حركته في الباطن مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك محركه.و الأطباء إذا أطلقوا لفظ الروح أرادوا به هذا المعنى،و هو بخار لطيف أنضجته حرارة القلب، و ليس شرحه من غرضنا،إذ المتعلق به غرض الأطباء الذين يعالجون الأبدان. فأما غرض أطباء الدين،المعالجين للقلب حتى ينساق إلى جوار رب العالمين

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست