responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 59

شرا رددت.يا ابن حنظلة،لا تسأل أحدا غير اللّه سؤال رغبة،و انظر كيف تكون إذا غضبت،فإنى أملكك إذا غضبت

و من أبوابه العظيمة العجلة و ترك التثبت في الأمور.

و قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«العجلة من الشّيطان و التّأنّي من اللّه تعالى»و قال عز و جل خُلِقَ الْإِنْسٰانُ مِنْ عَجَلٍ [1]و قال تعالى وَ كٰانَ الْإِنْسٰانُ عَجُولاً [2]و قال لنبيه صلى اللّه عليه و سلم وَ لاٰ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ [3]و هذا لأن الأعمال ينبغي أن تكون بعد التبصرة و المعرفة و التبصرة تحتاج إلى تأمل و تمهل،و العجلة تمنع من ذلك و عند الاستعجال يروج الشيطان شره على الإنسان من حيث لا يدرى فقد روى أنه لما ولد عيسى بن مريم عليه السلام،أتت الشياطين إبليس، فقالوا أصبحت الأصنام قد نكست رءوسها،فقال هذا حادث قد حدث،مكانكم،فطار حتى أتى خافقى الأرض،فلم يجد شيئا،ثم وجد عيسى عليه السلام قد ولد،و إذا الملائكة حافين به، فرجع إليهم فقال إن نبيا قد ولد البارحة،ما حملت أنثى قط و لا وضعت إلا و أنا حاضرها إلا هذا فأيسوا من أن تعبد الأصنام بعد هذه الليلة،و لكن ائتوا بني آدم من قبل العجلة و الخفة

و من أبوابه العظيمة الدراهم و الدنانير

،و سائر أصناف الأموال من العروض و الدواب و العقار،فإن كل ما يزيد على قدر القوت و الحاجة فهو مستقر الشيطان.فإن من معه قوته فهو فارغ القلب. فلو وجد مائة دينار مثلا على طريق،انبعث من قلبه عشر شهوات،تحتاج كل شهوة منها إلى مائة دينار أخرى،فلا يكفيه ما وجد،بل يحتاج إلى تسعمائة أخرى.

و قد كان قبل وجود المائة مستغنيا.فالآن لما وجد مائة،ظن أنه صار بها غنيا،و قد صار محتاجا إلى تسعمائة،ليشتري دارا يعمرها،و ليشتري جارية،و ليشتري أثاث البيت،و يشترى الثياب الفاخرة،و كل شيء من ذلك يستدعى شيئا آخر يليق به،و ذلك لا آخر له،فيقع في هاوية آخرها عمق جهنم،فلا آخر لها سواه


[1] الأنبياء:37

[2] الاسراء:11

[3] طه:411

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست