responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 57

إذا غضبت،فإنه إذا غضب الإنسان نفخت في أنفه،فما يدرى ما يصنع.و اذكرني حين تلقى الزحف، فإنى آتى ابن آدم حين يلقى الزحف،فأذكره زوجته و ولده و أهله حتى يولى و إياك أن تجلس إلى امرأة ليست بذات محرم،فإنى رسولها إليك و رسولك إليها، فلا أزال حتى أفتنك بها و أفتنها بك فقد أشار بهذا إلى الشهوة و الغضب و الحرص،فإن الفرار من الزحف حرص على الدنيا،و امتناعه من السجود لآدم ميتا هو الحسد،و هو أعظم مداخله و قد ذكر أن بعض الأولياء قال لإبليس،أرني كيف تغلب ابن آدم،فقال آخذه عند الغضب و عند الهوى.فقد حكى أن ابليس ظهر لراهب،فقال له الراهب،أي أخلاق بنى آدم أعون لك؟قال الحدّة.فإن العبد إذا كان حديدا قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة.

و قيل إن الشيطان يقول كيف يغلبني ابن آدم و إذا رضى جئت حتى أكون في قلبه،و إذا غضب طرت حتى أكون في رأسه!

و من أبوابه العظيمة الحسد و الحرص.

فمهما كان العبد حريصا على كل شيء،أعماه حرصه و أصمه.إذ قال صلى اللّه عليه و سلم[1]«حبّك للشّيء يعمى و يصمّ» و نور البصيرة هو الذي يعرف مداخل الشيطان.فإذا غطاه الحسد و الحرص لم يبصر.فحينئذ يجد الشيطان فرصة، فيحسن عند الحريص كل ما يوصله إلى شهوته،و إن كان منكرا و فاحشا فقد روى أن نوحا عليه السلام لما ركب السفينة،حمل فيها من كل زوجين اثنين كما أمره اللّه تعالى.فرأى في السفينة شيخا لم يعرفه،فقال له نوح،ما أدخلك؟فقال دخلت لأصيب قلوب أصحابك،فتكون قلوبهم معي و أبدانهم معك.فقال له نوح أخرج منها يا عدو اللّه فإنك لعين.فقال له ابليس،خمس أهلك بهن الناس،و سأحدثك منهن بثلاث و لا أحدثك باثنتين.فأوحى اللّه تعالى إلى نوح أنه لا حاجة لك بالثلاث،فليحدثك بالاثنتين فقال له نوح ما الاثنتان؟فقال هما اللتان لا تكذبانى،هما اللتان لا تخلفانى،بهما أهلك الناس الحرص و الحسد.فبالحسد لعنت،و جعلت شيطانا رجيما.و أما الحرص،فإنه أبيح لآدم الجنة كلها إلا الشجرة فأصبت حاجتي منه بالحرص

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست