responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 211

حسب امرئ من الكلام ما بلغ به حاجته .و قال مجاهد:إن الكلام ليكتب،حتى أن الرجل ليسكت ابنه فيقول،أبتاع لك كذا و كذا،فيكتب كذابا .و قال الحسن:يا ابن آدم،بسطت لك صحيفة و وكل بها ملكان كريمان يكتبان أعمالك،فاعمل ما شئت،و أكثر أو أقل.

و روى أن سليمان عليه السلام،بعث بعض عفاريته،و بعث نفرا ينظرون ما يقول و يخبرونه.فأخبروه بأنه مرّ في السوق،فرفع رأسه إلى السماء،ثم نظر إلى الناس و هزّ رأسه.فسأله سليمان عن ذلك.فقال عجبت من الملائكة على رءوس الناس،ما أسرع ما يكتبون!و من الذين أسفل منهم،ما أسرع ما يملون و قال إبراهيم التيمي:إذا أراد المؤمن أن يتكلم نظر،فإن كان له تكلم،و إلا أمسك و الفاجر إنما لسانه رسلا رسلا.و قال الحسن:من كثر كلامه كثر كذبه،و من كثر ماله كثرت ذنوبه،و من ساء خلقه عذب نفسه و قال عمرو بن دينار[1]تكلم رجل عند النبي صلى اللّه عليه و سلم،فأكثر فقال له صلى اللّه عليه و سلم«كم دون لسانك من حجاب؟»فقال شفتاي و أسنانى،قال«أ فما كان لك في ذلك ما يردّ كلامك؟»و في رواية،أنه قال ذلك في رجل أثنى عليه، فاستهتر في الكلام،ثم قال«ما أوتي رجل شرّا من فضل في لسانه» و قال عمر بن عبد العزيز رحمة اللّه عليه،إنه ليمنعني من كثير من الكلام خوف المباهاة و قال بعض الحكماء،إذا كان الرجل في مجلس،فأعجبه الحديث،فليسكت.و إن كان ساكتا،فأعجبه السكوت،فليتكلم .و قال يزيد بن أبي حبيب:من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع فإن وجد من يكفيه،فإن في الاستماع سلامة،و في الكلام تزيين،و زيادة و نقصان.و قال ابن عمر:إن أحق ما طهر الرجل لسانه.و رأى أبو الدرداء امرأة سليطة،فقال لو كانت هذه خرساء كان خيرا لها.و قال إبراهيم يهلك الناس خلتان،فضول المال،و فضول الكلام فهذه مذمة فضول الكلام و كثرته و سببه الباعث عليه،و علاجه ما سبق في الكلام فيما لا يعنى.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست