responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 209

و إن لم يصدق وقع في الكذب،و كنت السبب فيه.و كذلك تسأل عن مسألة لا حاجة بك إليها،و المسئول ربما لم تسمح نفسه بأن يقول لا أدرى،فيجيب عن غير بصيرة و لست أعنى بالتكلم فيما لا يعنى هذه الأجناس،فإن هذا يتطرق إليه إثم أو ضرر .

و إنما مثال ما لا يعنى ما روى أن لقمان الحكيم،دخل على داود عليه السلام،و هو يسرد درعا،و لم يكن رآها قبل ذلك اليوم.فجعل يتعجب مما رأى.فأراد أن يسأله عن ذلك، فمنعته حكمته،فأمسك نفسه و لم يسأله.فلما فرغ،قام داود و لبسه،ثم قال نعم الدرع للحرب.فقال لقمان،الصمت حكم و قليل فاعله.أي حصل العلم به من غير سؤال ،فاستغنى عن السؤال.و قيل إنه كان يتردد إليه سنة،و هو يريد أن يعلم ذلك من غير سؤال فهذا و أمثاله من الأسئلة،إذا لم يكن فيه ضرر،و هتك ستر،و توريط في رياء و كذب و هو مما لا يعنى،و تركه من حسن الإسلام،فهذا حده و أما سببه الباعث عليه،فالحرص على معرفة ما لا حاجة به إليه،أو المباسطة بالكلام على سبيل التودد،أو تزجية الأوقات بحكايات أحوال لا فائدة فيها.و علاج ذلك كله أن يعلم أن الموت بين يديه،و أنه مسئول عن كل كلمة،و أن أنفاسه رأس ماله،و أن لسانه شبكة يقدر على أن يقتنص بها الحور العين،فإهماله ذلك و تضييعه خسران مبين.هذا علاجه من حيث العلم،و أما من حيث العمل،فالعزلة،أو أن يضع حصاة في فيه،و أن يلزم نفسه السكوت بها عن بعض ما يعنيه،حتى يعتاد اللسان ترك ما لا يعنيه،و ضبط اللسان في هذا على غير المعتزل شديد جدا

الآفة الثانية
فضول الكلام

و هو أيضا مذموم.و هذا يتناول الخوض فيما لا يعنى،و الزيادة فيما يعنى على قدر الحاجة فإن من يعنيه أمر ،يمكنه أن يذكره بكلام مختصر،و يمكنه أن يجسمه،و يقرره،و يكرره و مهما تأدى مقصوده بكلمة واحدة،فذكر كلمتين،فالثانية فضول.أي فضل عن الحاجة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست