responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 204

و كان يشير إلى لسانه و يقول،هذا الذي أوردنى الموارد .و قال عبد اللّه بن مسعود و اللّه الذي لا إله إلا هو،ما شيء أحوج إلى طول سجن من لسان.و قال طاوس،لسانى سبع،إن أرسلته أكلنى .و قال وهب بن منبه في حكمة آل داود،حق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه،حافظا للسانه،مقبلا على شانه .و قال الحسن:ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه و قال الأوزاعي،كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه،أما بعد،فإن من أكثر ذكر الموت،رضى من الدنيا باليسير،و من عد كلامه من عمله،قل كلامه إلا فيما يعنيه .

و قال بعضهم،الصمت يجمع للرجل فضيلتين،السلامة في دينه،و الفهم عن صاحبه .و قال محمد بن واسع لمالك بن دينار،يا أبا يحيى،حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار و الدرهم.و قال يونس بن عبيد،ما من الناس أحد يكون منه لسانه على بال،إلا رأيت صلاح ذلك في سائر عمله و قال الحسن:تكلم قوم عند معاوية رحمه اللّه،و الأحنف بن قيس ساكت.فقال له مالك يا أبا بحر لا تتكلم؟فقال له،أخشى اللّه إن كذبت و أخشاك إن صدقت و قال أبو بكر بن عياش ،اجتمع أربعة ملوك،ملك الهند،و ملك الصين،و كسرى، و قيصر.فقال أحدهم،أنا أندم على ما قلت،و لا أندم على ما لم أقل.و قال الآخر،إنى إذا تكلمت بكلمة ملكتني و لم أملكها،و إذا لم أتكلم بها ملكتها و لم تملكني.و قال الثالث،عجبت للمتكلم إن رجعت عليه كلمته ضرته،و إن لم ترجع لم تنفعه.و قال الرابع، أنا على رد ما لم أقل أقدر منى على رد ما قلت و قيل أقام المنصور بن المعتز لم يتكلم بكلمة بعد العشاء الآخرة أربعين سنة .و قيل ما تكلم الربيع بن خيثم بكلام الدنيا عشرين سنة.و كان إذا أصبح وضع دواة و قرطاسا و قلما.فكل ما تكلم به كتبه،ثم يحاسب نفسه عند المساء

فإن قلت:فهذا الفضل الكبير للصمت ما سببه؟

فاعلم أن سببه كثرة آفات اللسان،من الخطأ،و الكذب،و الغيبة،و النميمة،و الرياء و النفاق،و الفحش،و المراء،و تزكية النفس،و الخوض في الباطل،و الخصومة،و الفضول و التحريف،و الزيادة،و النقصان،و إيذاء الخلق،و هتك العورات

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست