responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 11

و هو الجند الحافظ،ثم يتفكر فيما حفظه فيركب بعض ذلك إلى البعض،ثم يتذكر ما قد نسيه و يعود إليه ثم يجمع جملة معانى المحسوسات في خياله بالحس المشترك بين المحسوسات ففي الباطن حس مشترك،و تخيل و تفكر،و تذكر و حفظ.و لو لا خلق اللّه قوة الحفظ و الفكر،و الذكر و التخيل،لكان الدماغ يخلو عنه،كما تخلو اليد و الرجل عنه.فتلك القوى أيضا جنود باطنة،و أماكنها أيضا باطنة فهذه هي أقسام جنود القلب.و شرح ذلك بحيث يدركه فهم الضعفاء بضرب الأمثلة يطول. و مقصود مثل هذا الكتاب أن ينتفع به الأقوياء،و الفحول من العلماء،و لكنا نجتهد في تفهيم الضعفاء بضرب الأمثلة،ليقرب ذلك من أفهامهم

بيان
أمثلة القلب مع جنوده الباطنة

اعلم أن جندي الغضب و الشهوة قد ينقادان للقلب انقيادا تاما،فيعينه ذلك على طريقه الذي يسلكه،و تحسن مرافقتهما في السفر الذي هو بصدده:و قد يستعصيان عليه استعصاء بغي و تمرد،حتى يملكاه و يستعبداه،و فيه هلاكه،و انقطاعه عن سفره الذي به وصوله إلى سعادة الأبد.و للقلب جند آخر،و هو العلم و الحكمة و التفكر كما سيأتي شرحه،و حقه أن يستعين بهذا الجند،فإنه حزب اللّه تعالى على الجندين الآخرين،فإنهما قد يلتحقان بحزب الشيطان.فإن ترك الاستعانة،و سلط على نفسه جند الغضب و الشهوة،هلك يقينا،و خسر خسرانا مبينا.و ذلك حالة أكثر الخلق،فإن عقولهم صارت مسخرة لشهواتهم في استنباط الحيل لقضاء الشهوة،و كان ينبغي أن تكون الشهوة مسخرة لعقولهم،فيما يفتقر العقل إليه.و نحن نقرب ذلك إلى فهمك بثلاثة أمثلة

المثال الأول:

أن نقول،مثل نفس الإنسان في بدنه،أعنى بالنفس اللطيفة المذكورة كمثل ملك في مدينته و مملكته.فإن البدن مملكة النفس و عالمها و مستقرها و مدينتها،و جوارحها و قواها بمنزلة الصناع و العملة،و القوة العقلية المفكرة له كالمشير الناصح،و الوزير العاقل و الشهوة له كالعبد السوء يجلب الطعام و الميرة إلى المدينة،و الغضب و الحمية له كصاحب

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 8  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست