responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 55

و قال أكثر التابعين باستحباب المخالطة،و استكثار المعارف و الإخوان،و التألف و التحبب إلى المؤمنين،و الاستعانة بهم في الدين،تعاونا على البر و التقوى. و مال إلى هذا سعيد بن المسيب و الشعبي،و ابن أبي ليلى،و هشام بن عروة،و ابن شبرمة،و شريح،و شريك بن عبد اللّه و ابن عيينة،و ابن المبارك،و الشافعي،و أحمد بن حنبل،و جماعة و المأثور عن العلماء من الكلمات،ينقسم إلى كلمات مطلقة تدل على الميل إلى أحد الرأيين و إلى كلمات مقرونة بما يشير إلى علة الميل.فلننقل الآن مطلقات تلك الكلمات،لنبين المذاهب فيها،و ما هو مقرون بذكر العلة نورده عند التعرض للغوائل و الفوائد فنقول:

قد روي عن عمر رضي اللّه عنه أنه قال:خذوا بحظكم من العزلة. و قال ابن سيرين:

العزلة عبادة.و قال الفضيل:كفى باللّه محبا،و بالقرءان مؤنسا،و بالموت واعظا.و قيل:

اتّخذ اللّه صاحبا،و دع الناس جانبا. و قال أبو الربيع الزاهد،لداود الطائي:عظني.قال:صم عن الدنيا،و اجعل فطرك الآخرة،و فر من الناس فرارك من الأسد. و قال الحسن رحمه اللّه كلمات أحفظهن من التوراة،قنع ابن آدم فاستغنى،اعتزل الناس فسلم،ترك الشهوات فصار حرّا،ترك الحسد فظهرت مروءته،صبر قليلا فتمتع طويلا.و قال وهيب بن الورد:

بلغنا أن الحكمة عشرة أجزاء،تسعة منها في الصمت،و العاشر في عزلة الناس.و قال يوسف ابن مسلم،لعلى بن بكار: ما أصبرك على الوحدة؟و قد كان لزم البيت،فقال:كنت و أنا شاب أصبر على أكثر من هذا،كنت أجالس الناس و لا أكلمهم.و قال سفيان الثوري:

هذا وقت السكوت،و ملازمة البيوت. و قال بعضهم:كنت في سفينة،و معنا شاب من العلوية،فمكث معنا سبعا لا نسمع له كلاما،فقلنا له يا هذا قد جمعنا اللّه و إياك منذ سبع و لا نراك تخالطنا و لا تكلمنا؟فأنشأ يقول:


قليل الهم لا ولد يموت و لا أمر يحاذره يفوت
قضى وطر الصبا و أفاد علما فغايته التفرد و السكوت
و قال إبراهيم النخعي لرجل:تفقه ثم اعتزل.و كذا قال الربيع بن خثيم.و قيل كان مالك بن أنس يشهد الجنائز،و يعود المرضى و يعطى الإخوان حقوقهم.فترك ذلك واحدا واحدا

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست