responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 40

الدار،و قال لا تبعها.و شكا بعضهم كثرة الفأر في داره،فقيل له لو اقتنيت هرا، فقال أخشى أن يسمع الفأر صوت الهر فيهرب إلى دور الجيران،فأكون قد أحببت لهم ما لا أحب لنفسي

و جملة حق الجار

أن يبدأه بالسلام،و لا يطيل معه الكلام،و لا يكثر عن حاله السؤال و يعوده في المرض،و يعزيه في المصيبة،و يقوم معه في العزاء،و يهنئه في الفرح،و يظهر الشركة في السرور معه،و يصفح عن زلاته،و لا يتطلع من السطح إلى عوراته،و لا يضايقه في وضع الجذع على جداره،و لا في مصب الماء في ميزابه،و لا في مطرح التراب في فنائه و لا يضيق طريقه إلى الدار،و لا يتبعه النظر فيما يحمله إلى داره.و يستر ما ينكشف له من عوراته،و ينعشه من صرعته إذا نابته نائبة،و لا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته،و لا يسمع عليه كلاما،و يغض بصره عن حرمته،و لا يديم النظر إلى خادمته،و يتلطف بولده في كلمته،و يرشده إلى ما يجهله من أمر دينه و دنياه.هذا إلى جملة الحقوق التي ذكرناها لعامة المسلمين و قد قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«أ تدرون ما حقّ الجار؟إن استعان بك أعنته و إن أستنصرك نصرته و إن استقرضك أقرضته و إن افتقر عدت عليه و إن مرض عدته و إن مات تبعت جنازته و إن أصابه خير هنّأته و إن أصابته مصيبة عزّيته و لا تستعل عليه بالبناء فتحجب عنه الرّيح إلاّ بإذنه و لا تؤذه و إذا اشتريت فاكهة فأهد له فإن لم تفعل فأدخلها سرّا و لا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده و لا تؤذه بقتار قدرك إلاّ أن تغرف له منها»ثم قال«أ تدرون ما حقّ الجار؟و الّذي نفسي بيده لا يبلغ حقّ الجار إلاّ من رحمه اللّه»هكذا رواه عمرو بن شعيب، عن أبيه،عن جده،عن النبي صلّى اللّه عليه و سلم.[2]قال مجاهد:كنت عند عبد اللّه بن عمر،و غلام له يسلخ شاة فقال يا غلام،إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي،حتى قال ذلك مرارا.فقال له كم تقول هذا فقال إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم لم يزل يوصينا بالجار حتى خشينا أنه سيورثه.

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست