responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 177

و قال الشبلي رحمه اللّه:السماع ظاهره فتنة،و باطنه عبرة،فمن عرف الإشارة حل له إسماع العبارة،و إلا فقد استدعى الفتنة،و تعرض للبلية،و قال بعضهم:السماع غذاء الأرواح لأهل المعرفة، لأنه وصف يدق عن سائر الأعمال،و يدرك برقة الطبع لرقته،و بصفاء السر لصفائه و لطفه عند أهله،و قال عمرو بن عثمان المكي:لا يقع على كيفية الوجد عبارة،لأنه سر اللّه عند عباده المؤمنين الموقنين،و قال بعضهم:الوجد مكاشفات من الحق و قال أبو سعيد بن الأعرابي:الوجد رفع الحجاب،و مشاهدة الرقيب،و حضور الفهم،و ملاحظة الغيب،و محادثة السر،و إيناس المفقود،و هو فناؤك من حيث أنت، و قال أيضا:الوجد أول درجات الخصوص،و هو ميراث التصديق بالغيب،فلما ذاقوه و سطع في قلوبهم نوره زال عنهم كل شك و ريب،و قال أيضا:الذي يحجب عن الوجد رؤية آثار النفس و التعلق بالعلائق و الأسباب،لأن النفس محجوبة بأسبابها،فإذا انقطعت الأسباب و خلص الذكر و صحا القلب،ورق و صفا،و نجعت الموعظة فيه،و حل من المناجاة في محل قريب و خوطب و سمع الخطاب بأذن واعية،و قلب شاهد،و سر ظاهر،فشاهد ما كان منه خاليا فذلك هو الوجد،لأنه قد وجد ما كان معدوما عنده،و قال أيضا:الوجد ما يكون عند ذكر مزعج، أو خوف مقلق،أو توبيخ على زلة،أو محادثة بلطيفة،أو إشارة إلى فائدة أو شوق إلى غائب،أو أسف على فائت،أو ندم على ماض،أو استجلاب إلى حال،أو داع إلى واجب،أو مناجاة بسر،و هو مقابلة الظاهر بالظاهر،و الباطن بالباطن،و الغيب بالغيب،و السر بالسر،و استخراج مالك بما عليك،مما سبق لك السعي فيه فيكتب ذلك لك بعد كونه منك،فيثبت لك قدم بلا قدم،و ذكر بلا ذكر،إذ كان هو المبتدئ بالنعم و المتولي و إليه يرجع الأمر كله،فهذا ظاهر علم الوجد،و أقوال الصوفية من هذا الجنس في الوجد كثيرة.

و أما الحكماء

فقال بعضهم:في القلب فضيلة شريفة لم تقدر قوة النطق على إخراجها باللفظ فأخرجتها النفس بالألحان،فلما ظهرت سرت و طربت إليها فاستمعوا من النفس و ناجوها و دعوا مناجاة الظواهر،و قال بعضهم نتائج السماع استنهاض العاجز من الرأي

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست