responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 162

العارض الخامس:أن يكون الشخص من عوام الخلق

،و لم يغلب عليه حب اللّه تعالى فيكون السماع له محبوبا،و لا غلبت عليه شهوة فيكون في حقه محظورا،و لكنه أبيح في حقه كسائر أنواع اللذات المباحة، إلا أنه إذا اتخذه ديدنه و هجيراه و قصر عليه أكثر أوقاته فهذا هو السفيه الذي ترد شهادته، فإن المواظبة على اللهو جناية،و كما أن الصغيرة بالإصرار و المداومة تصير كبيرة،فكذلك بعض المباحات بالمداومة يصير صغيرة، و هو كالمواظبة على متابعة الزنوج و الحبشة و النظر إلى لعبهم على الدوام،فإنه ممنوع و إن لم يكن أصله ممنوعا إذ فعله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم و من هذا القبيل اللعب بالشطرنج،فإنه مباح و لكن المواظبة عليه مكروهة كراهة شديدة،و مهما كان الغرض اللعب و التلذذ باللهو فذلك إنما يباح لما فيه من ترويح القلب،إذ راحة القلب معالجة له في بعض الأوقات،لتنبعث دواعيه فتشتغل في سائر الأوقات بالجد في الدنيا كالكسب و التجارة،أو في الدين كالصلاة و القراءة.

و استحسان ذلك فيما بين تضاعيف الجد كاستحسان الخال على الخد،و لو استوعبت الخيلان الوجه لشوهته،فما أقبح ذلك،فيعود الحسن قبحا بسبب الكثرة،فما كل حسن يحسن كثيره و لا كل مباح يباح كثيره،بل الخبز مباح و الاستكثار منه حرام،فهذا المباح كسائر المباحات فإن قلت:فقد أدى مساق هذا الكلام إلى أنه مباح في بعض الأحوال دون بعض فلم أطلقت القول أولا بالإباحة،إذ إطلاق القول في المفصل بلا أو بنعم خلف و خطأ فاعلم أن هذا غلط،لأن الإطلاق إنما يمتنع لتفصيل ينشأ من عين ما فيه النظر،فأما ما ينشأ من الأحوال العارضة المتصلة به من خارج فلا يمنع الإطلاق،ألا ترى أنا إذا سئلنا عن العسل أ هو حلال أم لا،قلنا:إنه حلال على الإطلاق مع أنه حرام على المحرور الذي يستضربه،و إذا سئلنا عن الخمر قلنا:إنها حرام مع أنها تحل لمن غص بلقمة أن يشربها مهما لم يجد غيرها،و لكن هي من حيث إنها خمر،حرام،و إنما أبيحت لعارض الحاجة و العسل من حيث إنه عسل جلال،و إنما حرم لعارض الضرر،و ما يكون لعارض فلا يلتفت إليه،فإن البيع حلال و يحرم بعارض الوقوع في وقت النداء يوم الجمعة، و نحوه من العوارض،و السماع من جملة المباحات من حيث إنه سماع صوت طيب موزون مفهوم

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست