responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 100

و آدابه و أعماله الظاهرة و الباطنة في كتاب أسرار الحج،و يدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء عليهم السلام،و زيارة قبور الصحابة،و التابعين،و سائر العلماء،و الأولياء ،و كل من يتبرك بمشاهدته في حياته يتبرك بزيارته بعد وفاته،و يجوز شد الرحال لهذا الغرض،و لا يمنع من هذا قوله عليه السلام[1]«لا تشدّ الرّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا،و المسجد الحرام و المسجد الأقصى» لأن ذلك في المساجد فإنها مماثلة بعد هذه المساجد،و إلا فلا فرق بين زيارة قبور الأنبياء،و الأولياء،و العلماء،في أصل الفضل،و إن كان يتفاوت في الدرجات تفاوتا عظيما،بحسب اختلاف درجاتهم عند اللّه و بالجملة زيارة الأحياء أولى من زيارة الأموات ،و الفائدة من زيارة الأحياء طلب بركة الدعاء،و بركة النظر إليهم،فإن النظر إلى وجوه العلماء و الصلحاء عبادة،و فيه أيضا حركة للرغبة في الاقتداء بهم،و التخلق بأخلاقهم و آدابهم،هذا سوى ما ينتظر من الفوائد العلمية المستفادة من أنفاسهم و أفعالهم،كيف و مجرد زيارة الإخوان في اللّه فيه فضل كما ذكرناه في كتاب الصحبة،و في التوراة:سر أربعة أميال زر أخا في اللّه.و أما البقاع فلا معنى لزيارتها سرى المساجد الثلاثة،و سوى الثغور للرباط بها،فالحديث ظاهر،في أنه لا تشد الرحال لطلب بركة البقاع إلا إلى المساجد الثلاثة، و قد ذكرنا فضائل الحرمين في كتاب الحج.و بيت المقدس أيضا له فضل كبير.خرج ابن عمر من المدينة قاصدا بيت المقدس،حتى صلى فيه الصلوات الخمس،ثم كر راجعا من الغد إلى المدينة،و قد سأل سليمان عليه السلام ربه عز و جل أن من قصد هذا المسجد لا يعنيه إلا الصلاة فيه،أن لا تصرف نظرك عنه ما دام مقيما فيه حتى يخرج منه،و أن تخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه فأعطاه اللّه ذلك .

القسم الثالث:أن يكون السفر للهرب من سبب مشوش للدين

،و ذلك أيضا حسن فالفرار مما لا يطاق من سنن الأنبياء و المرسلين،و مما يجب الهرب منه،الولاية،و الجاه و كثرة الخلائق و الأسباب،فإن كل ذلك بشوش فراغ القلب،و الدين لا يتم إلا بقلب فارغ

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 6  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست