responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 90

آداب الانصراف

فأما الانصراف فله ثلاثة آداب:

الأول:أن يخرج مع الضيف إلى باب الدار

،و هو سنة.و ذلك من إكرام الضيف قد أمر بإكرامه.قال عليه الصلاة و السلام«من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر فليكرم ضيفه» و قال عليه السلام«إنّ من سنّة الضّيف أن يشيّع إلى باب الدّار قال أبو قتادة قدم وفد النّجاشيّ على رسول اللّه صلّى اللّٰه عليه و سلم فقام يخدمهم بنفسه فقال له أصحابه نحن نكفيك يا رسول اللّه فقال كلاّ إنّهم كانوا لأصحابي مكرمين و أنا أحبّ أن أكافئهم و تمام الإكرام طلاقة الوجه،و طيب الحديث عند الدخول و الخروج و على المائدة، قيل للاوزاعى رضى اللّه عنه،ما كرامة الضيف؟قال طلاقة الوجه،و طيب الحديث.و قال يزيد بن أبي زياد،ما دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى الا حدثنا حديثا حسنا و أطعمنا طعاما حسنا:

الثاني:أن ينصرف الضيف طيب النفس

و ان جرى في حقه تقصير،فذلك من حسن الخلق و التواضع،قال صلّى اللّه عليه و سلم«إنّ الرّجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصّائم القائم» و دعي بعض السلف برسول،فلم يصادفه الرسول،فلما سمع حضر،و كانوا قد تفرقوا و فرغوا و خرجوا فخرج إليه صاحب المنزل،و قال قد خرج القوم،فقال هل بقي بقية؟قال لا،قال فكسرة إن بقيت،قال لم تبق،قال فالقدر أمسحها،قال قد غسلتها فانصرف بحمد اللّه تعالى فقيل له في ذلك،فقال قد أحسن الرجل،دعانا بنية،وردنا بنية،فهذا هو معنى التواضع و حسن الخلق:

و حكى ان أستاذ أبي القاسم الجنيد،دعاه صبي إلى دعوة أبيه أربع مرات،فرده الأب في المرات الأربع،و هو يرجع في كل مرة تطييبا لقلب الصبي بالحضور،و لقلب الأب بالانصراف فهذه نفوس قد ذللت بالتواضع للّٰه تعالى،و اطمأنت بالتوحيد،و صارت تشاهد في كل رد و قبول عبرة فيما بينها و بين ربها،فلا تنكسر بما يجرى من العباد من الاذلال،كما لا تستبشر بما يجرى منهم من الإكرام،بل يرون الكل من الواحد القهار.و لذلك قال بعضهم، أنا لا أجيب الدعوة الا لأني أتذكر بها طعام الجنة،أي هو طعام طيب يحمل عنا كده و مئونته و حسابه:

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست