responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 39

سببا لازديادهم،فلا تتميز عندهم عبادة عن عبادة و هم الذين فروا إلى اللّه عز و جل،كما قال تعالى:

لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فَفِرُّوا إِلَى اللّٰهِ [1]و تحقق فيهم قوله تعالى: وَ إِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَ مٰا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّٰهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ [2]و إليه الإشارة بقوله:إنى ذاهب إلى ربي سيهدين،و هذه منتهى درجات الصديقين،و لا وصول إليها الا بعد ترتيب الأوراد و المواظبة عليها دهرا طويلا،فلا ينبغي أن يغتر المريد بما سمعه من ذلك فيدعيه لنفسه،و يفتر عن وظائف عبادته فذاك علامته أن لا يهجس في قلبه وسواس،و لا يخطر في قلبه معصية، و لا تزعجه هواجم الأهوال،و لا تستفزه عظائم الاشغال،و أنى ترزق هذه الرتبة لكل أحد فيتعين على الكافة ترتيب الأوراد كما ذكرناه و جميع ما ذكرناه طرقى إلى اللّه تعالى قال تعالى قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىٰ شٰاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدىٰ سَبِيلاً [3]فكلهم مهتدون و بعضهم أهدى من بعض،و في الخبر[1]«الإيمان ثلاث و ثلاثون و ثلاثمائة طريقة من لقى اللّٰه تعالى بالشّهادة على طريق منها دخل الجنّة»و قال بعض العلماء الايمان ثلاثمائة عشر خلقا بعدد الرسل،فكل مؤمن على خلق منها فهو سالك الطريق إلى اللّه،فإذا الناس و ان اختلفت طرقهم في العبادة فكلهم على الصواب (-أُولٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ [4]و إنما يتفاوتون في درجات القرب في أصله و أقربهم إلى اللّه تعالى أعرفهم به، و أعرفهم به لا بد و أن يكون أعبدهم له،فمن عرفه لم يعبد غيره و الأصل في الأوراد في حق كل صنف من الناس المداومة،فان المراد منه تغيير الصفات الباطنة،و آحاد الأعمال يقل آثارها بل لا يحس بآثارها،و إنما يترتب الأثر على المجموع فإذا لم يعقب العمل الواحد أثرا محسوسا و لم يردف بثان و ثالث على القرب انمحى الأثر الأول و كان كالفقيه يريد أن يكون فقيه النفس،فإنه لا يصير فقيه النفس إلا بتكرار كثير،فلو بالغ ليلة في التكرار،و ترك شهرا أو أسبوعا ثم عاد و بالغ ليلة لم يؤثر هذا فيه،و لو وزع


[1] الذاريات:49،:60

[2] الكهف:16

[3] الاسراء:84

[4] الاسراء:57

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست