responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 36

أسمع صوتك و لا أرى شخصك؟فقال أنا ملك من الملائكة موكل بهذا البحر،أسبح اللّه تعالى بهذا التسبيح منذ خلقت،قلت فما اسمك؟قال مهلهيائيل،قلت فما ثواب من قاله؟قال من قاله مائة مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة،أو يرى له،و التسبيح هو قوله:سبحان اللّه العلى الديان،سبحان اللّه الشديد الاركان،سبحان من يذهب بالليل و يأتي بالنهار،سبحان من لا يشغله شأن عن شأن،سبحان اللّه الحنان المنان،سبحان اللّه المسبّح في كل مكان،فهذا و أمثاله إذا سمعه المزيد و وجد له في قلبه وقعا فيلازمه،و أيّاما وجد القلب عنده،و فتح له فيه خير فليواظب عليه

الثاني:العالم الذي ينفع الناس بعلمه

،في فتوى،أو تدريس،أو تصنيف،فترتيبه الأوراد يخالف ترتيب العابد،فإنه يحتاج إلى المطالعة للكتب،و إلى التصنيف و الافادة،و يحتاج إلى مدة لها لا محالة،فان أمكنه استغراق الأوقات فيه فهو أفضل ما يشتغل بعد المكتوبات و رواتبها،و يدل على ذلك جميع ما ذكرناه في فضيلة التعليم و التعلم في كتاب العلم،و كيف لا يكون كذلك و في العلم المواظبة على ذكر اللّه تعالى،و تأمل ما قال اللّه تعالى و قال رسوله و فيه منفعة الخلق و هدايتهم إلى طريق الآخرة،و رب مسألة واحدة يتعلمها المتعلم فيصلح بها عبادة عمره،و لو لم يتعلمها لكان سعيه ضائعا،و انما نعني بالعلم المقدم على العبادة العلم الذي يرغب الناس في الآخرة و يزهدهم في الدنيا،أو العلم الذي يعينهم على سلوك طريق الآخرة،إذا تعلموه على قصد الاستعانة به على السلوك دون العلوم التي تزيد بها الرغبة في المال و الجاه،و قبول الخلق،و الأولى بالعلم أن يقسم أوقاته أيضا فان استغراق الأوقات في ترتيب العلم لا يحتمله الطبع،فينبغي أن يخصص ما بعد الصبح إلى طلوع الشمس بالأذكار و الأوراد،كما ذكرناه في الورد الأول،و بعد الطلوع إلى ضحوة النهار في الافادة و التعليم،ان كان عنده من يستفيد علما لأجل الآخرة و ان لم يكن فيصرفه إلى الفكر و يتفكر فيما يشكل عليه من علوم الدين،فإن صفاء القلب بعد الفراغ من الذكر و قبل الاشتغال بهموم الدنيا يعين على التفطن للمشكلات،و من ضحوة النهار إلى العصر للتصنيف و المطالعة،لا يتركها إلا في وقت أكل و طهارة و مكتوبة و قيلولة خفيفة ان طال النهار،و من العصر إلى الاصفرار يشتغل بسماع ما يقرأ بين يديه من تفسير أو حديث أو علم نافع،و من الاصفرار إلى الغروب يشتغل بالذكر و الاستغفار و التسبيح،فيكون ورده الأول قبل طلوع الشمس في عمل اللسان،و ورده الثاني في عمل القلب بالفكر إلى الضحوة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 4  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست