responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 96

لا تتهيأ لقبول نور النظر إلى وجه اللّٰه عز و جل،و لا نطيق احتماله،و لا تستعد للاكتحال به لقصورها،و إنها إن أمدت في الدار الآخرة بالبقاء و نزهت عن أسباب التغير و الفناء استعدت للنظر و الإبصار،و لكنها بقصد البيت و النظر إليه تستحق لقاء رب البيت بحكم الوعد الكريم .فالشوق إلى لقاء اللّٰه عز و جل يشوقه إلى أسباب اللقاء لا محالة .هذا مع أن المحب مشتاق إلى كل ماله إلى محبوبه إضافة،و البيت مضاف إلى اللّٰه عز و جل،فبالحرى أن يشتاق إليه لمجرد هذه الإضافة،فضلا عن الطلب لنيل ما وعد عليه من الثواب الجزيل

و أما العزم:

فليعلم أنه بعزمه قاصد إلى مفارقة الأهل و الوطن،و مهاجرة الشهوات و اللذات،متوجها إلى زيارة بيت اللّٰه عز و جل.و ليعظم في نفسه قدر البيت و قدر رب البيت،و ليعلم أنه عزم على أمر رفيع شأنه خطير أمره،و أن من طلب عظيما خاطر بعظيم، و ليجعل عزمه خالصا لوجه اللّٰه سبحانه بعيدا عن شوائب الرياء و السمعة.و ليتحقق أنه لا يقبل من قصده و عمله إلا الخالص،و أن من أفحش الفواحش أن يقصد بيت الملك و حرمه و المقصود غيره،فليصحح مع نفسه العزم،و تصحيحه باخلاصه،و إخلاصه باجتناب كل ما فيه رياء و سميعة.فليحذر أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير

و أما قطع العلائق:

فمعناه رد المظالم و التوبة الخالصة للّٰه تعالى عن جملة المعاصي،فكل مظلمة علاقة،و كل علاقة مثل غريم حاضر متعلق بتلاييبه ينادى عليه و يقول له:إلى أين تتوجه؟أ تقصد بيت ملك الملوك و أنت مضيع أمره في منزلك هذا،و مستهين به،و مهمل له:

أولا تستحي أن تقدم عليه قدوم العبد العاصي فيردك و لا يقبلك،فان كنت راغبا في قبول زيارتك فنفذ أوامره،ورد المظالم،و تب إليه أولا من جميع المعاصي،و اقطع علاقه قلبك عن الالتفات إلى ما وراءك،لتكون متوجها إليه بوجه قلبك،كما انك متوجه إلى بيته بوجه ظاهرك،فان لم تفعل ذلك لم يكن لك من سفرك أولا إلا النصب و الشقاء، و آخرا إلا الطرد و الرد.و ليقطع العلائق عن وطنه قطع من انقطع عنه و قدر أن لا يعود إليه و ليكتب وصيته لأولاده و أهله،فان المسافر و ماله لعلى خطر إلا من وقى اللّٰه سبحانه.

و ليتذكر عند قطعه العلائق لسفر الحج قطع العلائق لسفر الآخرة،فان ذلك بين يديه على القرب ،و ما يقدمه من هذا السفر طمع في تيسير ذلك السفر فهو المستقر و إليه المصير، فلا ينبغي أن يغفل عن ذلك السفر عند الاستعداد بهذا السفر

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست