responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 12

قال اللّٰه تعالى: (وَ إِذٰا ذُكِرَ اللّٰهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ إِذٰا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذٰا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [1]) و من لم يصفّ باطنه عن رؤية الوسائط إلا من حيث أنهم وسائط فكأنه لم ينفك عن الشرك الخفي سره،فليتق اللّٰه سبحانه في تصفية توحيده عن كدورات الشرك و شوائبه

الصفة الرابعة:أن يكون مستترا مخفيا حاجته

لا يكثر البث و الشكوى،أو يكون من أهل المروءة ممن ذهبت نعمته و بقيت عادته،فهو يتعيش في جلباب التجمل،قال اللّٰه تعالى:

(يَحْسَبُهُمُ الْجٰاهِلُ أَغْنِيٰاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمٰاهُمْ لاٰ يَسْئَلُونَ النّٰاسَ إِلْحٰافاً) [2] أي لا يلحون في السؤال لأنهم أغنياء بيقينهم،أعزة بصبرهم.و هذا ينبغي أن يطلب بالتفحص عن أهل الدين في كل محلة،و يستكشف عن بواطن أحوال أهل الخير و التجمل ،فثواب صرف المعروف إليهم أضعاف ما يصرف إلى المجاهرين بالسؤال

الصفة الخامسة:أن يكون معيلا أو محبوسا بمرض

أو سبب من الأسباب،فيوجد فيه معنى قوله عز و جل (لِلْفُقَرٰاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ) [3]أي حبسوا في طريق الآخرة بعلة أو ضيق معيشة أو إصلاح قلب لا يستطيعون ضربا في الأرض لأنهم مقصوصو الجناح مقيدو الأطراف.فبهذه الأسباب كان عمر رضى اللّٰه عنه يعطى أهل البيت القطيع من الغنم العشرة فما فوقها،«و كان صلّى اللّٰه عليه و سلّم[1]يعطى العطاء على مقدار العيلة » و سئل عمر رضى اللّٰه عنه عن جهد البلاء فقال:كثرة العيال و قلة المال

الصفة السادسة:أن يكون من الأقارب و ذوي الأرحام

،فتكون صدقة و صلة رحم، و في صلة الرحم من الثواب ما لا يحصى،قال علىّ رضي اللّٰه عنه :لأن أصل أخا من إخواني بدرهم أحب إلى من أن أتصدق بعشرين درهما،و لأن أصله بعشرين درهما أحب إلى من أن أتصدق بمائة درهم،و لأن أصله بمائة درهم أحب إلى من أن أعتق رقبة.و الأصدقاء و إخوان الخير أيضا يقدمون على المعارف كما يتقدم الأقارب على الأجانب.فليراع هذه الدقائق


[1] الزمر:45

[2] الزمر:45

[3] البقرة:273

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 3  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست