responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 2  صفحه : 7

و من آياته الظاهرة التي تحدّى بها مع كافة العرب القرءان العظيم،فإنهم مع تميزهم بالفصاحة و البلاغة تهدّفوا لسبيه و نهبه و قتله و إخراجه كما أخبر اللّٰه عز و جل عنهم،و لم يقدروا على معارضته بمثل القرءان،إذ لم يكن في قدرة البشر الجمع بين جزالة القرءان و نظمه، هذا مع ما فيه من أخبار الأولين ،مع كونه أميا غير ممارس للكتب ،و الإنباء عن الغيب في أمور تحقق صدقه فيها في الاستقبال،كقوله تعالى: (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرٰامَ إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ) و كقوله تعالى: (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) و وجه دلالة المعجزة على صدق الرسل أن كل ما عجز عنه البشر لم يكن إلا فعلا للّٰه تعالى،فمهما كان مقرونا بتحدى النبي صلّى اللّٰه عليه و سلم ينزّل منزلة قوله:صدقت ،و ذلك مثل القائم بين أيدي الملك المدعى على رعيته أنه رسول الملك إليهم،فإنه مهما قال للملك إن كنت صادقا فقم على سريرك ثلاثا و اقعد على خلاف عادتك ففعل الملك ذلك،حصل للحاضرين علم ضروري بأن ذلك نازل منزلة قوله صدقت

الركن الرابع في السمعيات و تصديقه صلّى اللّٰه عليه و سلم

فيما أخبر عنه و مداره على عشرة أصول

الأصل الأول
«الحشر و النّشر »

[1]و قد ورد بهما الشرع،و هو حق،و التصديق بهما واجب لأنه في العقل ممكن.و معناه الإعادة بعد الافناء ،و ذلك مقدور للّٰه تعالى،كابتداء الانشاء،قال اللّٰه تعالى: (قٰالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظٰامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ. قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهٰا أَوَّلَ مَرَّةٍ) فاستدل بالابتداء على الإعادة .و قال عز و جل: (مٰا خَلْقُكُمْ وَ لاٰ بَعْثُكُمْ إِلاّٰ كَنَفْسٍ وٰاحِدَةٍ) و الإعادة ابتداء ثان ،فهو ممكن كالابتداء الأول

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 2  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست