نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 2 صفحه : 11
الفصل الرابع من قواعد العقائد
في الإيمان و الإسلام و ما بينهما من الاتصال و الانفصال،و ما يتطرق إليه من الزيادة و النقصان،و وجه استثناء السلف فيه،و فيه ثلاث مسائل
مسألة
اختلفوا في أن الإسلام هو الإيمان أو غيره،و إن كان غيره فهل هو منفصل عنه يوجد دونه أو مرتبط به يلازمه؟فقيل:إنهما شيء واحد .و قيل:إنهما شيئان لا يتواصلان .و قيل إنهما شيئان و لكن يرتبط أحدهما بالآخر.و قد أورد أبو طالب المكي في هذا كلاما شديد الاضطراب كثير التطويل.فلنهجم الآن على التصريح بالحق من غير تعريج على نقل ما لا تحصيل له.فنقول:في هذا ثلاثة مباحث:بحث عن موجب اللفظين في اللغة،و بحث عن المراد بهما في إطلاق الشرع،و بحث عن حكمهما في الدنيا و الآخرة.و البحث الأول لغوى،و الثاني تفسيري،و الثالث فقهى شرعي
البحث الأول في موجب اللغة
و الحق فيه أن الإيمان عبارة عن التصديق قال اللّٰه تعالى: (وَ مٰا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنٰا) أي بمصدّق.و الإسلام عبارة عن التسليم و الاستسلام بالإذعان و الانقياد و ترك التمرد و الاباء و العناد.و للتصديق محل خاص و هو القلب،و اللسان ترجمانه.و أما التسليم فإنه عام في القلب و اللسان و الجوارح،فإن كل تصديق بالقلب فهو تسليم و ترك الاباء و الجحود،و كذلك الاعتراف باللسان،و كذلك الطاعة و الانقياد بالجوارح.فموجب اللغة أن الإسلام أعم ، و الايمان أخص ،فكان الإيمان عبارة عن أشرف أجزاء الإسلام،فاذن كل تصديق تسليم و ليس كل تسليم تصديقا
البحث الثاني عن إطلاق الشرع
و الحق فيه أن الشرع قد ورد باستعمالهما على سبيل الترادف و التوارد،و ورد على سبيل الاختلاف،و ورد على سبيل التداخل
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد جلد : 2 صفحه : 11