responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 15  صفحه : 79

و صواعقها،و شهبها،و عواصف رياحها.فهذه هي الأجناس المشاهدة من السموات و الأرض و ما بينهما.و كل جنس منها ينقسم إلى أنواع،و كل نوع ينقسم إلى أقسام، و يتشعب كل قسم إلى أصناف،و لا نهاية لانشعاب ذلك و انقسامه في اختلاف صفاته و هيئاته و معانيه الظاهرة و الباطنة.و جميع ذلك مجال الفكر فلا تتحرك ذرة في السموات و الأرض من جماد،و لا نبات،و لا حيوان،و لا فلك،و لا كوكب،إلا و اللّه تعالى هو محركها، و في حركتها حكمة،أو حكمتان،أو عشر،أو ألف حكمة،كل ذلك شاهد للّٰه تعالى بالوحدانية،و دال على جلاله و كبريائه،و هي الآيات الدالة عليه و قد ورد القرءان بالحث على التفكر في هذه الآيات،كما قال اللّه تعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلاٰفِ اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ لَآيٰاتٍ لِأُولِي الْأَلْبٰابِ [1]و كما قال تعالى وَ مِنْ آيٰاتِهِ [2]من أول القرءان إلى آخره‌فلنذكر كيفية الفكر في بعض الآيات،

[الفكر في خلق الإنسان أعظم عظة]

فمن آياته الإنسان المخلوق من النطفة.و أقرب شيء إليك نفسك،و فيك من العجائب الدالة على عظمة اللّه تعالى ما تنقضي الأعمار في الوقوف على عشر عشيره،و أنت غافل عنه فيا من هو غافل عن نفسه و جاهل بها،كيف تطمع في معرفة غيرك!و قد أمرك اللّه تعالى بالتدبر في نفسك في كتابه العزيز فقال وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلاٰ تُبْصِرُونَ [3]و ذكر أنك مخلوق من نطفة قذرة فقال قُتِلَ الْإِنْسٰانُ مٰا أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَمٰاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذٰا شٰاءَ أَنْشَرَهُ [4]و قال تعالى وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ إِذٰا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ [5]و قال تعالى أَ لَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنىٰ ثُمَّ كٰانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوّٰى [6]و قال تعالى أَ لَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مٰاءٍ مَهِينٍ فَجَعَلْنٰاهُ فِي قَرٰارٍ مَكِينٍ إِلىٰ قَدَرٍ مَعْلُومٍ [7]و قال أَ وَ لَمْ يَرَ الْإِنْسٰانُ أَنّٰا خَلَقْنٰاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذٰا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ [8]و قال إِنّٰا خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشٰاجٍ [9]ثم ذكر كيف جعل النطفة علقة،و العلقة مضغة،و المضغة عظاما فقال تعالى


[1] آل عمران:190

[2] الروم:25

[3] الذاريات:21

[4] عبس:17-22

[5] الروم:20

[6] القيامة:37،38

[7] المرسلات:20-22

[8] يس:77

[9] الدهر:2

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 15  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست