responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 68

بيان
حد الشكر و حقيقته

اعلم أن الشكر من جملة مقامات السالكين.و هو أيضا ينتظم من علم و حال و عمل.

كالعلم هو الأصل،فيورث الحال.و الحال يورث العمل.فأما العلم،فهو معرفة النعمة من المنعم.و الحال هو الفرح الحاصل بإنعامه.و العمل هو القيام بما هو مقصود المنعم و محبوبه و يتعلق ذلك العمل بالقلب و بالجوارح و باللسان.و لا بد من بيان جميع ذلك ليحصل بمجموعه الإحاطة بحقيقة الشكر.فإن كل ما قيل في حد الشكر قاصر عن الإحاطة بكمال معانيه

فالأصل الأول :العلم.

و هو علم بثلاثة أمور.بعين النعمة،و وجه كونها نعمة في حقه و بذات المنعم،و وجود صفاته التي بها يتم الإنعام،و يصدر الإنعام منه عليه.فإنه لا بد من نعمة،و منعم،و منعم عليه تصل إليه النعمة من المنعم بقصد و إرادة.فهذه الأمور لا بد من معرفتها.هذا في حق غير اللّه تعالى.فأما في حق اللّه تعالى،فلا يتم إلا بأن يعرف أن النعم كلها من اللّه،و هو المنعم،و الوسائط مسخرون من جهته.و هذه المعرفة وراء التوحيد و التقديس.إذ دخل التقديس و التوحيد فيها.بل الرتبة الأولى في معارف الإيمان التقديس ثم إذا عرف ذاتا مقدسة،فيعرف أنه لا مقدس إلا واحد،و ما عداه غير مقدس،و هو التوحيد .ثم يعلم أن كل ما في العالم فهو موجود من ذلك الواحد فقط،فالكل نعمة منه فتقع هذه المعرفة في الرتبة الثالثة،إذ ينطوى فيها مع التقديس و التوحيد كمال القدرة و الانفراد بالفعل.و عن هذا عبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم حيث قال[1]«من قال سبحان اللّه فله عشر حسنات و من قال لا إله إلاّ اللّه فله عشرون حسنة و من قال الحمد للّٰه فله ثلاثون حسنة»و قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«أفضل الذّكر لا إله إلاّ اللّه و أفضل الدّعاء الحمد للّٰه»و قال [3]«ليس شيء من الأذكار يضاعف ما يضاعف الحمد للّٰه»

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست