responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 33

بيان
فضيلة الصبر

قد وصف اللّه تعالى الصابرين بأوصاف

،و ذكر الصبر في القرءان في نيف و سبعين موضعا.و أضاف أكثر الدرجات و الخيرات إلى الصبر،و جعلها ثمرة له.فقال عزّ من قائل وَ جَعَلْنٰا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا لَمّٰا صَبَرُوا [1]و قال تعالى وَ تَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنىٰ عَلىٰ بَنِي إِسْرٰائِيلَ بِمٰا صَبَرُوا [2]و قال تعالى وَ لَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ [3]و قال تعالى أُولٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمٰا صَبَرُوا [4]و قال تعالى إِنَّمٰا يُوَفَّى الصّٰابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ [5]فما من قربة إلا و أجرها بتقدير و حساب إلا الصبر.و لأجل كون الصوم من الصبر،و أنه نصف الصبر،قال اللّه تعالى:الصوم لي و أنا أجزى به.فأضافه إلى نفسه من بين سائر العبادات.و وعد الصابرين بأنه معهم فقال تعالى وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللّٰهَ مَعَ الصّٰابِرِينَ [6]و علق النصرة على الصبر فقال تعالى بَلىٰ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا وَ يَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هٰذٰا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاٰفٍ مِنَ الْمَلاٰئِكَةِ مُسَوِّمِينَ [7]و جمع للصابرين بين أمور لم يجمعها لغيرهم،فقال تعالى أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [8]فالهدى،و الرحمة، و الصلوات،مجموعة للصابرين.و استقصاء جميع الآيات في مقام الصبر يطول.

و أما الأخبار.

فقد قال صلّى اللّه عليه و سلم[1]«الصّبر نصف الإيمان»على ما سيأتي وجه كونه نصفا.و قال صلّى اللّه عليه و سلم[2]«من أقلّ ما أوتيتم اليقين و عزيمة الصّبر و من أعطى حظّه منهما لم يبال بما فاته من قيام اللّيل و صيام النّهار و لأن تصبروا على ما أنتم عليه أحبّ إلىّ من أن يوافيني كلّ امرئ منكم بمثل عمل جميعكم


[1] السجدة:24

[2] الأعراف:127

[3] النمل:96

[4] القصص:54

[5] الزمر:10

[6] الانفال 46

[7] آل عمران:125

[8] البقرة:157

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست