responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 130

المحرك لها بروابط دقيقة خفية عن الأبصار.فإذا المقصود أن غذاء النبات لا يتم إلا بالماء،و الهواء،و الشمس،و القمر،و الكواكب.و لا يتم ذلك إلا بالأفلاك التي هي مركوزة فيها.و لا تتم الأفلاك إلا بحركاتها.و لا تتم حركاتها إلا بملائكة سماوية يحركونها و كذلك يتمادى ذلك إلى أسباب بعيدة تركنا ذكرها تنبيها بما ذكرناه على ما أهملناه، و لنقتصر على هذا من ذكر أسباب غذاء النبات

الطرف الخامس
في نعم اللّه تعالى في الأسباب الموصلة للأطعمة إليك

اعلم أن هذه الأطعمة كلها لا توجد في كل مكان،بل لها شروط مخصوصة لأجلها توجد في بعض الأماكن دون بعض.و الناس منتشرون على وجه الأرض،و قد تبعد عنهم الأطعمة،و يحول بينهم و بينها البحار و البراري.فانظر كيف سخر اللّه تعالى التجار،و سلط عليهم حرص حب المال و شهوة الربح،مع أنهم لا يغنيهم في غالب الأمر شيء،بل يجمعون،فإما أن تغرق بها السفن،أو تنهبها قطاع الطريق،أو يموتوا في بعض البلاد فيأخذها السلاطين .و أحسن أحوالهم أن يأخذها ورثتهم و هم أشد أعدائهم لو عرفوا فانظر كيف سلط اللّه الجهل و الغفلة عليهم،حتى يقاسوا الشدائد في طلب الربح،و يركبوا الأخطار،و يغرروا بالأرواح في ركوب البحر،فيحملون الأطعمة و أنواع الحوائج من أقصى الشرق و الغرب إليك.و انظر كيف علمهم اللّه تعالى صناعة السفن،و كيفية الركوب فيها.و انظر كيف خلق الحيوانات ،و سخرها للركوب و الحمل في البراري.و انظر إلى الإبل.كيف خلقت،و إلى الفرس كيف امتدت بسرعة الحركة،و إلى الحمار كيف جعل صبورا على التعب،و إلى الجمال كيف تقطع البراري و تطوى المراحل تحت الأعباء الثقيلة على الجوع و العطش.و انظر كيف سيرهم اللّه تعالى بواسطة السفن و الحيوانات في البر و البحر ليحملوا إليك الأطعمة و سائر الحوائج و تأمل ما يحتاج إليه الحيوانات من أسبابها، و أدواتها،و علفها،و ما تحتاج إليه السفن،فقد خلق اللّه تعالى جميع ذلك إلى حد الحاجة-و فوق الحاجة و إحصاء ذلك غير ممكن.و يتمادى ذلك إلى أمور خارجة عن الحصر نرى تركها طلبا للإيجاز

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 12  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست