responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 38

فسوى زره.فأخرج إليه صرة فيها عشرة دنانير،فسلمها إلى الخياط،و اعتذر إليه من قلتها.و أنشد الشافعي رحمه اللّه لنفسه
يا لهف قلبي على مال أجود به على المقلين من أهل المروءات
إن اعتذارى إلى من جاء يسألني ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
و عن الربيع بن سليمان قال،أخذ رجل بركاب الشافعي رحمه اللّه،فقال يا ربيع،أعطه أربعة دنانير و اعتذر إليه عنى.و قال الربيع،سمعت الحميدي يقول،قدم الشافعي من صنعاء إلى مكة بعشرة آلاف دينار،فضرب خباءه في موضع خارج عن مكة،و نثرها على ثوب،ثم أقبل على كل من دخل عليه،يقبض له قبضة و يعطيه،حتى صلّى الظهر، و نقض الثوب و ليس عليه شيء.و عن أبي ثور قال،أراد الشافعي الخروج إلى مكة و معه مال.و كان قلما يمسك شيئا من سماحته.فقلت له ينبغي أن تشترى بهذا المال ضيعة تكون لك و لولدك.قال فخرج،ثم قدم علينا،فسألته عن ذلك المال،فقال ما وجدت بمكة ضيعة يمكنني أن أشتريها،لمعرفتي بأصلها،و قد وقف أكثرها.و لكني بنيت بمنى مضربا،يكون لأصحابنا إذا حجوا أن ينزلوا فيه.و أنشد الشافعي رحمه اللّه لنفسه يقول
أرى نفسي تتوق إلى أمور يقصر دون مبلغهن مالي
فنفسي لا تطاوعني بخل و مالي لا يبلغني فعالي
و قال محمد بن عباد المهلبي ،دخل أبي على المأمون،فوصله بمائة ألف درهم.فلما قام من عنده تصدق بها.فأخبر بذلك المأمون،فلما عاد إليه،عاتبه المأمون في ذلك.فقال يا أمير المؤمنين،منع الموجود سوء ظن بالمعبود.فوصله بمائة ألف أخرى و قام رجل إلى سعيد بن العاص،فسأله،فأمر له بمائة ألف درهم.فبكى.فقال له سعيد ما يبكيك؟قال أبكى على الأرض أن تأكل مثلك.فأمر له بمائة ألف أخرى و دخل أبو تمام على إبراهيم بن شكلة بأبيات امتدحه بها،فوجده عليلا.فقبل منه المدحة،و أمر حاجبه بنيله ما يصلحه.و قال عسى أن أقوم من مرضى فأكافئه.فأقام شهرين فأوحشه طول المقام،فكتب إليه يقول:


إن حراما قبول مدحتنا و ترك ما نرتجى من الصفد

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست