responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 165

إلى طلبها.و كذلك حب الرئاسة لا يترك العلوم تندرس.بل لو حبس الخلق و قيدوا بالسلاسل و الأغلال من طلب العلوم التي فيها القبول و الرئاسة،لأفلتوا من الحبس و قطعوا السلاسل و طلبوها.و قد وعد اللّه أن يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم.فلا تشغل قلبك بأمر الناس،فإن اللّه لا يضيعهم.و انظر لنفسك.ثم إنى أقول مع هذا إذا كان في البلد جماعة يقومون بالوعظ مثلا،فليس في النهى عنه إلا امتناع بعضهم.و إلا فيعلم أن كلهم لا يمتنعون،و لا يتركون لذة الرئاسة.فإن لم يكن في البلد إلا واحد،و كان وعظه نافعا للناس من حيث حسن كلامه.و حسن سمته في الظاهر،و تخييله إلى العوام أنه إنما يريد اللّه بوعظه و أنه تارك للدنيا و معرض عنها،فلا نمنعه منه،و نقول له اشتغل و جاهد نفسك.فإن قال لست أقدر على نفسي،فنقول اشتغل و جاهد،لأنا نعلم أنه لو ترك ذلك لهلك الناس كلهم إذ لا قائم به غيره.و لو واظب و غرضه الجاه.فهو الهالك وحده.و سلامة دين الجميع أحب عندنا من سلامة دينه وحده،فنجعله فداء للقوم،و نقول لعل هذا هو الذي قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم[1]«إنّ اللّه يؤيّد هذا الدّين بأقوام لا خلاق لهم»

ثم الواعظ هو الذي يرغب في الآخرة

،و يزهد في الدنيا بكلامه،و بظاهر سيرته.فأما ما أحدثه الوعاظ في هذه الأعصار،من الكلمات المزخرفة،و الألفاظ المسجعة المقرونة بالأشعار ،مما ليس فيه تعظيم لأمر الدين،و تخويف للمسلمين،بل فيه الترجية و التجرئة على المعاصي بطيرات النكت،فيجب إخلاء البلاد منهم،فإنهم نواب الدجال و خلفاء الشيطان و إنما كلامنا في واعظ حسن الوعظ،جميل الظاهر،يبطن في نفسه حب القبول و لا يقصد غيره.و فيما أوردناه في كتاب العلم من الوعيد الوارد في حق علماء السوء،ما يبين لزوم الحذر من فتن العلم و غوائله.و لهذا قال المسيح عليه السّلام:يا علماء السوء،تصومون و تصلون،و تتصدقون،و لا تفعلون ما تأمرون،و تدرسون ما لا تعملون،فيا سوء ما تحكمون تتوبون بالقول و الأمانى،و تعملون بالهوى،و ما يغنى عنكم أن تنقوا جلودكم،و قلوبكم دنسة.بحق أقول لكم،لا تكونوا كالمنخل يخرج منه الدقيق الطيب و يبقى فيه النخالة

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست