responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 138

عليه،إذا لم يبلغ أثره إلى حيث يؤثر في العمل،فبعيد أن يفسد الصلاة فهذا ما نراه لائقا،بقانون الفقه.و المسألة غامضة من حيث إن الفقهاء لم يتعرضوا لها في فن الفقه.و الذين خاضوا فيها و تصرفوا لم يلاحظوا قوانين الفقه،و مقتضى فتاوى الفقهاء في صحة الصلاة و فسادها،بل حملهم الحرص على تصفية القلوب و طلب الإخلاص على إفساد العبادات،بأن الخواطر و ما ذكرناه هو الأقصد فيما نراه،و العلم عند اللّه عز و جل فيه،و هو عالم الغيب و الشهادة،و هو الرحمن الرحيم

بيان
دواء الرياء و طريق معالجة القلب فيه

قد عرفت مما سبق أن الرياء محبط للأعمال،و سبب للمقت عند اللّه تعالى،و أنه من كبائر المهلكات.و ما هذا وصفه فجدير بالتشمير عن ساق الجد في إزالته،و لو بالمجاهدة و تحمل المشاق ،فلا شفاء إلا في شرب الأدوية المرة البشعة.و هذه مجاهدة يضطر إليها العباد كلهم.إذ الصبي يخلق ضعيف العقل و التمييز ممتد العين إلى الخلق،كثير الطمع فيهم فيرى الناس يتصنع بعضهم لبعض،فيغلب عليه حب التصنع بالضرورة،و يرسخ ذلك في نفسه و إنما يشعر بكونه مهلكا بعد كمال عقله،و قد انغرس الرياء في قلبه و ترسخ فيه، فلا يقدر على قمعه إلا بمجاهدة شديدة،و مكابدة لقوة الشهوات.فلا ينفك أحد عن الحاجة إلى هذه المجاهدة و لكنها تشق أولا و تخف آخرا.و في علاجه مقامان:أحدهما قلع عروقه و أصوله التي منها انشعابه،و الثاني:دفع ما يخطر منه في الحال

المقام الأول:في قلع عروقه و استئصال أصوله.

و أصله حب المنزلة و الجاه.و إذا فصل رجع إلى ثلاثة أصول.و هي لذة المحمدة،و الفرار من ألم الذم،و الطمع فيما في أيدي الناس و يشهد للرياء بهذه الأسباب،و أنها الباعثة للمرائي،ما روى أبو موسى أن أعرابيا سأل النبي صلّى اللّه عليه و سلم[1]فقال.يا رسول اللّه،الرجل يقاتل حمية.و معناه أنه يأنف أن يقهر،أو يذم بأنه مقهور مغلوب.و قال:و الرجل يقاتل ليرى مكانه .و هذا هو طلب لذة الجاه

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست