responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 109

و أول درجاته إظهار الغضب،و آخرها إظهار الفرح.و لا يكون الفرح و إظهاره إلا ممن في قلبه حنق و حقد على نفسه لتمردها عليه،و كثرة عيوبها،و مواعيدها الكاذبة،و تلبيساتها الخبيثة،فيبغضها بغض العدو.و الإنسان يفرح بمن يذم عدوه.و هذا شخص عدوه نفسه،فيفرح إذا سمع ذمها،و يشكر الذام على ذلك،و يعتقد فطنته و ذكاءه لما وقف على عيوبها،فيكون ذلك كالتشفى له من نفسه،و يكون غنيمة عنده،إذ صار بالمذمة أوضع في أعين الناس،حتى لا يبتلى بفتنة الناس.و إذا سيقت إليه حسنات لم ينصب فيها،فعساه يكون خيرا لعيوبه التي هو عاجز عن إماطتها.و لو جاهد المريد نفسه طول عمره في هذه الخصلة الواحدة،و هو أن يستوي عنده ذامه و مادحه،لكان له شغل شاغل فيه،لا يتفرغ معه لغيره.و بينه و بين السعادة عقبات كثيرة،هذه إحداها،و لا يقطع شيئا منها إلا بالمجاهدة الشديدة في العمر الطويل

الشطر الثاني من الكتاب
في طلب الجاه و المنزلة بالعبادات

و هو الرياء.و فيه بيان ذم الرياء،و بيان حقيقة الرياء،و ما يرائي به،و بيان درجات الرياء و بيان الرياء الخفي،و بيان ما يحبط العمل من الرياء و و ما لا يحبط،و بيان دواء الرياء و علاجه، و بيان الرخصة في إظهار الطاعات،و بيان الرخصة في كتمان الذنوب،و بيان ترك الطاعات خوفا من الرياء و الآفات،و بيان ما يصح من نشاط العبد للعبادات بسبب رؤية الخلق،و بيان ما يجب على المربد أن يلزمه قلبه قبل الطاعة و بعدها،و هي عشرة فصول،و باللّه التوفيق

بيان
ذم الرياء

اعلم أن الرياء حرام،و المرائي عند اللّه ممقوت،و قد شهدت لذلك الآيات و الأخبار و الآثار

أما الآيات.

فقوله تعالى فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ اَلَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاٰتِهِمْ سٰاهُونَ اَلَّذِينَ هُمْ يُرٰاؤُنَ [1]و قوله عز و جل وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئٰاتِ لَهُمْ عَذٰابٌ شَدِيدٌ وَ مَكْرُ أُولٰئِكَ هُوَ يَبُورُ [2]


[1] الماعون 4،5،6

[2] فاطر:10

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 10  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست