responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 46

و لنقتصر على هذه النبذة من أحواله،فان ذلك خارج عن الحصر.و أكثر هذه المناقب نقلناه من الكتاب الذي صنفه الشيخ نصر بن إبراهيم المقدسي رحمه اللّٰه تعالى في مناقب الشافعي رضى اللّٰه عنه و عن جميع المسلمين.

و أما الامام مالك

رضى اللّٰه عنه فإنه كان أيضا متحليا بهذه الخصال الخمس ،فإنه قيل له:ما تقول يا مالك في طلب العلم؟فقال:حسن جميل و لكن انظر إلى الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسى فالزمه.و كان رحمه اللّٰه تعالى في تعظيم علم الدين مبالغا،حتى كان إذا أراد أن يحدّث توضأ و جلس على صدر فراشه و سرّح لحيته و استعمل الطيب و تمكن من الجلوس على وقار و هيبة ثم حدّث.فقيل له في ذلك،فقال:أحبّ أن أعظم حديث رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلم.و قال مالك:العلم نور يجعله اللّٰه حيث يشاء و ليس بكثرة الرواية.و هذا الاحترام و التوقير يدل على قوّة معرفته بجلال اللّٰه تعالى .

و أما إرادته وجه اللّٰه تعالى بالعلم فيدل عليه قوله:«الجدال في الدين ليس بشيء».

و يدل عليه قول الشافعي رحمه اللّٰه:إنى شهدت مالكا و قد سئل عن ثمان و أربعين مسألة فقال في اثنتين و ثلاثين منها:لا أدرى.و من يرد غير وجه اللّٰه تعالى بعلمه فلا تسمح نفسه بأن يقر على نفسه بأنه لا يدرى .و لذلك قال الشافعي رضى اللّٰه عنه:إذا ذكر العلماء فمالك النجم الثاقب، و ما أحد أمنّ عليّ من مالك .و روى أن أبا جعفر المنصور منعه من رواية الحديث في طلاق المكره ثم دسّ عليه من يسأله،فروى على ملأ من الناس:«ليس على مستكره طلاق» فضربه بالسياط،و لم يترك رواية الحديث.و قال مالك رحمه اللّٰه:ما كان رجل صادقا في حديثه و لا يكذب إلا متع بعقله و لم يصبه مع الهرم آفة و لا خرف .

و أما زهده في الدنيا فيدل عليه ما روى أن المهدي أمير المؤمنين سأله فقال له:هل لك من دار؟فقال لا و لكن أحدّثك:سمعت ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول:نسب المرء داره.

و سأله الرشيد:هل لك دار ؟فقال:لا،فأعطاه ثلاثة آلاف دينار و قال اشتر بها دارا، فأخذها و لم ينفقها،فلما أراد الرشيد الشخوص قال لمالك رحمه اللّٰه:ينبغي أن تخرج معنا فانى عزمت على أن أحمل الناس على الموطإ كما حمل عثمان رضى اللّٰه عنه الناس على القرءان، فقال له:أما حمل الناس على الموطإ فليس إليه سبيل لأن أصحاب رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و سلم افترقوا بعده في الأمصار فحدثوا فعند كل أهل مصر علم ،

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست