responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 36

و أما القسم الثاني و هو علم المعاملة فهو علم أحوال القلب

أما ما يحمد منها فكالصبر و الشكر،و الخوف و الرجاء،و الرضا و الزهد و التقوى و القناعة و السخاء،و معرفة المنة للّٰه تعالى في جميع الأحوال،و الإحسان و حسن الظن،و حسن الخلق و حسن المعاشرة،و الصدق و الإخلاص.فمعرفة حقائق هذه الأحوال و حدودها و أسبابها التي بها تكتسب،و ثمرتها و علاماتها و معالجة ما ضعف منها حتى يقوى،و ما زال حتى يعود، من علم الآخرة و أما ما يذم فخوف الفقر ،و سخط المقدور،و الغل و الحقد،و الحسد و الغش،و طلب العلوّ و حب الثناء،و حب طول البقاء في الدنيا للتمتع،و الكبر و الرياء،و الغضب و الأنفة، و العداوة و البغضاء،و الطمع و البخل،و الرغبة و البذخ،و الأشر و البطر،و تعظيم الأغنياء و الاستهانة بالفقراء،و الفخر و الخيلاء و التنافس ،و المباهاة،و الاستكبار عن الحق و الخوض فيما لا يعنى،و حب كثرة الكلام،و الصلف و التزين للخلق،و المداهنة و العجب،و الاشتغال عن عيوب النفس بعيوب الناس،و زوال الحزن من القلب،و خروج الخشية منه،و شدة الانتصار للنفس إذا نالها الذل،و ضعف الانتصار للحق ،و اتخاذ إخوان العلانية على عداوة السر،و الأمن من مكر اللّٰه سبحانه في سلب ما أعطى،و الاتكال على الطاعة،و المكر و الخيانة و المخادعة،و طول الأمل و القسوة و الفظاظة،و الفرح بالدنيا و الأسف على فواتها، و الأنس بالمخلوقين و الوحشة لفراقهم،و الجفاء و الطيش و العجلة،و قلة الحياء و قلة الرحمة.فهذه و أمثالها من صفات القلب مغارس الفواحش،و منابت الأعمال المحظورة.

و أضدادها و هي الأخلاق المحمودة منبع الطاعات و القربات،فالعلم بحدود هذه الأمور و حقائقها و أسبابها و ثمراتها و علاجها هو علم الآخرة،و هو فرض عين في فتوى علماء الآخرة.

فالمعرض عنها هالك بسطوة ملك الملوك في الآخرة،كما أن المعرض عن الأعمال الظاهرة هالك بسيف سلاطين الدنيا بحكم فتوى فقهاء الدنيا.فنظر الفقهاء في فروض العين،بالإضافة إلى صلاح الدنيا،و هذا بالإضافة إلى صلاح الآخرة.و لو سئل فقيه عن معنى من هذه المعاني حتى عن الإخلاص مثلا أو عن التوكل أو عن وجه الاحتراز عن الرياء لتوقف فيه،مع أنه فرض عينه الذي في إهماله هلاكه في الآخرة.و لو سألته عن اللعان و الظهار و السبق و الرمي لسرد عليك

نام کتاب : إحياء علوم الدين نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست