responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 201

الذي أبان اللّه به الحق عند ظهور الضلال»[1].

والشيخ الأشعري وإن أبان الالتحاق بمذهب أهل الحديث ولكنّه لم يقف آثارهم في كل ما يقولون ويرون، بل أسّس منهجاً بين مذهب أهل الحديث والمعتزلة، وتصرّف في الآراء التي تضادّ العقل السليم من عقائد أهل الحديث. مثلاً كان أهل الحديث يقولون بقدم القرآن المتلو، وهو قال بقدم الكلام النفس، فاشترك معهم في قدم كلام اللّه ولكن فسّره بالنفس دون المقروء والمتلوّ.

وأهل الحديث كانوا يثبتون للّه الصفات الخبرية بنفس معانيها، والمراد بذلك: ما أخبر عنه الوحي من أنّ للّه وجهاً وعيناً و يداً فصارت النتيجة حسب عقيدتهم هي التجسيم، والشيخ الأشعري أثبتها للّه سبحانه لكن متقيّداً بقوله «بلا كيف»، فاشترك معهم في حمل الصفات الخبريّة على اللّه سبحانه بمعانيها، ولكن افترق عنهم بأنّ وجه اللّه تعالى أو يد اللّه أو عين اللّه مجرّدة عن الكيف، فليس له وجه كوجه الانسان، أو عين كعين الإنسان، وبذلك أضفى على مذهب أهل الحديث صبغة التنزيه، ولوّنه حسب الظاهر وإن كان حسب الحقيقة ليست كذلك بل مذهبه بين الإبهام والتشبيه.

ومع ذاك فقد أثبت الرؤية للّه يوم القيامة، وأقرّ به في «مقالات الإسلاميّين» حيث قال: « إنّ اللّه سبحانه يُرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون!»[2].


[1] الأشعري: الإبانة:ص18ـ و في نسخة «ولما خالف قوله مخالفون».
[2] الأشعري: الإبانة:ص12 (طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة)، ومقالات الإسلاميّين: ص322.
نام کتاب : اصول الحديث وأحكامه في علم الدّراية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست