responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 301



و ما يفضله إلا سلامته من النقائص و الأوهام و الغير
لو ناله أحد من حيث نشأته لنا له أهل جود اللّٰه بالفكر
لو لا مباشرة الخلاق صورته لم يدر خلق من الأملاك ما خبري
عنت لنا أوجه الأملاك ساجدة لما حوينا من الأرواح و الصور
لذا تقلبنا أحواله أبدا في نفع إن كان ذاك الأمر أو ضرر

[إن اللّٰه باطن عن إدراكنا]

يدعى صاحبها عبد الباطن قال تعالى هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ فالبطون يختص بنا كما يختص به الظهور و إن كان له البطون فليس هو باطن لنفسه و لا عن نفسه كما أنه ليس ظاهرا لنا فالبطون الذي وصف نفسه به إنما هو في حقنا فلا يزال باطنا عن إدراكنا إياه حسا و معنى فإنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ و لا ندرك إلا الأمثال التي نهينا أن نضربها لله لجهلنا بالنسب التي بها هي أمثال و لما كانت البطون محال التكوين و الولادة و عنها ظهرت أعيان المولدات اتصف الحق بالباطن يقول إنه من كونه باطنا ظهر العالم عنه فنحن كنا مبطونين فيه فخذ ذلك عقلا لا و هما فإنك إن أخذته عقلا قبله العلم الصحيح و إن أخذته خيالا و هما رد عليك قوله لَمْ يَلِدْ و لا ينبغي للعاقل أن يشرع في أمر يمكن أن يرد عليه مثل هذا و إذا أخذته عقلا دون تخيل وقعت على عين الأمر فإنه لا بد لنا من مستند نستند إليه في وجودنا لما أعطاه إمكاننا من وجود المرجح الذي رجح وجودنا على عدمنا إلا أنه باطن عنا لعدم المناسبة بيننا إذ نحن بعيننا و جملتنا و تفصيلنا محكوم علينا بالإمكان فلو ناسبنا في أمر ما و ذلك الأمر محكوم عليه بالإمكان لكان الحق محكوما عليه بالإمكان و هو واجب لنفسه من حيث نفسه فارتفعت المناسبة و إذا لم يناسبنا لم نناسبه فلنا الاستناد إليه لعدم المناسبة و من وجه للمناسبة و له تعالى الغي عن العالم لأن محبته أن يعرف هي أنه لا يعرف فهذا حد معرفتنا به إذ لو عرف لم يبطن و هو الباطن الذي لا يظهر كما أنه أيضا في المأخذ الثاني أنه الباطن حيث هو في قلب عبده المؤمن الذي وسعه فهو باطن في العبد و العبد لا يشاهد باطنه فلا يشاهد ما هو مبطون فيه فمن الوجهين ما نراه ثم إنه إذا كان كما قال قوى العبد و سمعه و بصره و العبد يرى ببصره فيرى بربه ما يرى بصره و لا يرى شيئا من قواه و الحق جميع قواه فما يرى ربه و بهذا يفرق بين العلم و الرؤية فإنا نعلم بالإيمان و نوره في قلوبنا إنه قوانا و لا نشهد ذلك بصرا فنحن ندركه لا ندركه و الأبصار لا تدركه فإذا كان بصرنا فإنه في هذه الحالة لا يدرك نفسه لأنه في حجابنا إذ كان بصرنا و إذا كان الأمر على هذا فبعيد أن ندركه و أما قوله لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ فإن البصر إنما جاء ليدرك به لا أنه يدرك ثم إنه في قوله لاٰ تُدْرِكُهُ بضمير الغائب فالغيب غير مدرك بالبصر و الشهود و هو الباطن فإنه لو أدرك لم يكن غيبا و لا بطن و لكن يدرك الأبصار فإنه لا يلزم الغيبة من الطرفين ما يلزم من هو غائب عنك أن تكون غائبا عنه قد يكون ذلك و قد لا يكون و في مدلول هذه الآية أمر آخر و هو أنه يدرك تعالى نفسه بنفسه لأنه إذا كان بهويته بصر العبد و لا يقع الإدراك البصري إلا بالبصر و هو عين البصر المضاف إلى العباد و قال إنه يدرك الأبصار و هو عين الأبصار فقد أدرك نفسه و لهذا قلنا إنه يظهر أو هو ظاهر لنفسه و لا يبطن عن نفسه ثم تمم الآية و قال وَ هُوَ اللَّطِيفُ من حيث إنه لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ و اللطيف المعنى من حيث إنه يدرك الأبصار أي دركه للابصار دركه لنفسه لأنه عينها و هذا غاية اللطف و الرقة اَلْخَبِيرُ يشير إلى علم الذوق أي لا يعرف هذا إلا بالذوق لا ينفع فيه إقامة الدليل عليه إلا أن يكون الدليل عليه في نفس الدال و ليس سوى ذوقه فيرى هذا العبد الذي بصره الحق نفسه بالحق و يرى الحق ببصره لأنه عين بصره فأدرك الأمرين

فكل من فيه بطن
يرى الذي رأيته بقلبه رؤية ظن

فإنه هو الذي
و هي الإشارة

بقوله ص في الحديث الصحيح من كتاب مسلم فإن لم تكن تراه فإنه يراك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست