responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 298

مؤخرا إلا بالقصد و لا مقدما إلا بالقصد و كل من ما جاء من ذلك بحكم التضمين فما هو من هذه الحضرة من هذا الوجه و هو منها من هذا الوجه الآخر الذي له التأخر لا بالحكم فاجتمع المقصود مع غير المقصود في نفس التأخر و التقدم فلهذا جاء المقدم و المؤخر في الأسماء الحسنى مزدوجا

«الأول حضرة الأولية»



سبحان من جمع العباد لذكره يوم العروبة فاصطفاه الأول
ختم الإله به وجود عباده شرعا و عقلا سادتي فتأولوا
ما قلته فلقد أتيت بحكمة غرا جلاها المقام الأنزل
لما تواضع عن علو مكانه في ذاته أخفاه عنا الأسفل
فهو المهيمن لا أشك و إنه لهو الجواد على العباد المفضل

[أبا الوقت]

يدعى صاحبها عبد الأول و يكنى غالبا أبو الوقت لما حصل في النفوس من تقدم الزمان المسمى دهر الذي تفصله الأوقات فكانت كنية عبد الأول أبا الوقت كما كانت كنية آدم أبو البشر فالأول للأوقات أب لها كآدم لسائر الناس فالحضرة الأولية بها ظهر كل أول من أشخاص كل نوع كآدم في نوع الإنسان و كجنة عدن من الجنات و كالعقل الأول من الأرواح و كالعرش من الأجسام و كالماء من الأركان و كالشكل المستدير من الأشكال ثم ينزل الأمر إلى جزئيات العالم فيقال أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني و أول من رمى بسهم في سبيل اللّٰه سعد ابن أبي وقاص و أول شعر قيل في العالم الإنساني

تغيرت البلاد و من عليها فوجه الأرض مغبر قبيح
و يعزى هذا الشعر لآدم ع لما قتل قابيل أخاه هابيل فقال ع ما من قتيل يقتل ظلما إلا كان على ابن آدم كفل من الوزر لأنه أول من سن القتل ظلما و لنا جزء في الأوليات و هو جزء بديع عملته بملطية من بلاد يونان أو بمكة و اللّٰه أعلم و أول بيت وضع للناس معبدا الكعبة و أول اسم إلهي في الرتبة الاسم الحي وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الآخر حضرة الآخر»



و اللّٰه ما الأول و الآخر إلا لحفظ العالم الدائر
فإنه يعجز عن حفظه لوصفه المخلوق بالقاصر
فكان بالآخر حفظا له ليلتقي الواحد بالآخر
فأمرنا دائرة كله فالتحق الأول بالآخر
و إنه جلى لنا ذاته في صورة الباطن و الظاهر

[التقدم و التأخر]

يدعى صاحبها عبد الآخر و حده من الثاني الذي يلي الأول إلى ما تحته فهو المسمى بالآخر لأن له حكم التأخر عن الأولية بلا شك و إن استحق الأولية هذا المتأخر فما تأخر عن الأول إلا لأمر أيسره و أبينه الزمان لأن وجود الأهلية فيه من جميع الوجوه فيعلم إن الحكم في تأخيره و تقدم غيره للزمان كخلافة أبي بكر و عمر ثم عثمان ثم علي رضي اللّٰه عن جميعهم فما منهم واحد إلا و هو مترشح للتقدم و الخلافة مؤهل لها فلم يبق حكم لتقدم بعضهم على بعض فيها عند اللّٰه لفضل يعلم تطلبه الخلافة فما كان إلا الزمان فلما كان في علم اللّٰه أن أبا بكر يموت قبل عمر و عمر يموت قبل عثمان و عثمان يموت قبل علي رضي اللّٰه عن جميعهم و الكل له حرمة عند اللّٰه فجعل خلافة الجماعة كما وقع فقدم من علم إن أجله يسبق أجل غيره من هؤلاء الأربعة فما قدم من قدم منهم لكونه أكثر أهلية من المتأخر منهم في نظري و اللّٰه أعلم فالظاهر أنه من كون الآجال فإنه لو بويع خليفتان قتل الآخر منهما للنص الوارد فلو بايع الناس أحد الثلاثة دون أبي بكر و لا بد في علم اللّٰه أن يكون أبو بكر خليفة و خليفتان فلا يكون فإن خلع أحد الثلاثة و ولي أبو بكر كان عدم احترام في حق المخلوع و نسب الساعي في خلعه إلى أنه خلع من يستحقها و نسب إلى الهوى و الظلم و التعدي

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست