responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 169

ما تتحير فيه فلهذا جاءت كلمة لعل و هي كلمة ترج و كل ترج إلهي فهو واقع فلا بد منه فهذا هو الأمر الذي يحديه في النشأة و أما في الأحكام فمعلوم في العلم الرسمي إلى يوم القيامة فإن الرسول ص لما قرر حكم المجتهد لا يزال حكم الشرع ينزل من اللّٰه على قلوب المجتهدين إلى انقضاء الدنيا فقد يحكم اليوم مجتهد في أمر لم يتقدم فيه ذلك الحكم و اقتضاه له دليل هذا لمجتهد من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس جلي فهذا أمر قد حدث في الحكم إذا تعداه المجتهد أو المقلد له فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ فهذا أو أمثاله مما يعطيه هذا الذكر و هذا القدر من الإشارة في هذا الذكر كاف إن شاء اللّٰه فإن هذا الذي يعطيه هذا الذكر فيه تفصيل كثير و تمثيل نبهناك على المأخذ فيه وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الباب السادس و العشرون و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله
وَ لَوْ لاٰ أَنْ ثَبَّتْنٰاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً )



إن الركون إلى الأغيار حرمان في الدين و هو ركون فيه خسران
ناط العذاب به شرع يحققه ضعفين قلبي و إيمان و إحسان
هذا لمن قد رأى في ذاك مصلحة فكيف من حاله زور و بهتان
اللّٰه يعلم أني لا أقول به و لو تقطع أوصال و أركان
و اللّٰه ما كان ذاك الحكم إلا لنا كالشك و الشرك يقضي فيه برهان
بأن قائله ذو عصمة و له على الذي قاله في اللّٰه سلطان
أنزل اللّٰه تعالى في مثل هذا بل في هذا قُلْ يٰا أَيُّهَا الْكٰافِرُونَ إلى آخر السورة و هي سورة تعدل ربع القرآن إذا قسم أرباعا كما إن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن إذا قسم أثلاثا كما إن إذا زلزلت تعدل نصف القرآن إذا قسم قسمين

[الأعضاء الثمانية المكلفون]

اعلم أن هذا الذكر يطلعك كشفا على أعضاء التكليف منك و هي ثمانية أعضاء القلب و السمع و البصر و اللسان و اليد و البطن و الفرج و الرجل و ما ثم تاسع و هي على عدد الجنات الثمانية فيدخل العبد في عبادته من أي أبواب الجنة شاء و إن شاء من الأبواب كلها في الزمن الواحد الفرد كأبي بكر الصديق رضي اللّٰه عنه دخل منها كلها في يوم واحد و كما أنه في كل عضو عمل يخصه فلكل عمل نتيجة تخصه من الكون تسمى كرامة ينتجها حال ذلك العمل تناسب الكرامة العضو المكلف و حال العمل الذي يختص بذلك العضو و يقع في عمل كل عضو تفصيل و له أيضا أعني العمل نتيجة تخصه من الحق تسمى منزلا ينتجه مقام ذلك العمل يناسب ذلك المنزل عند اللّٰه العضو المكلف و تفاصيل المقام الذي يختص بذلك العضو يفصل المنازل على اختلافها و قد بينا ذلك كله في كتاب مواقع النجوم لنا و هو كتاب يقوم للطالب مقام الشيخ يأخذ بيده كلما عثر المريد و يهديه إلى المعرفة إذا هو ضل و تاه و يعرفه مراتب الأنوار من هذا الذكر المقسمة على الأعضاء التي يهتدى بها و هي نور الهلال و القمر و البدر و الكوكب و النار و الشمس و السراج و البرق و ما يكشف بنور كل واحد من هذه الأنوار من الصفات التي تحصر الأسماء الإلهية و الذات كالحياة و العلم و الإرادة و القدرة و الكلام و السمع و البصر و الذات المنعوتة بهذه الصفات فلكل صفة نور من هذه الأنوار و يعرف الموازنات بين الأشياء الموزونة و المناسبات فلا يخفى عليه شيء فإنه نور كله و هو

دعاء النبي ص فقال و اجعلني نورا و تعرف من هذا الذكر أرباب القوي و هي ثمانية القوي الخمسة الحسية و القوة العاقلة و الفكرة و الخيالية و ما عدا هذه القوي فكالسدنة لهذه الثمانية كما أن هؤلاء الثمانية و إن كانوا أمهات ففيها ما منزلتها من غيرها منزلة السادن و منزلة الإقليد و ما زال التفاضل في الأنواع معلوما و كل ما ذكرناه في مواقع النجوم فإنه بعض ما يعطيه هذا الذكر وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

(الباب السابع و العشرون و خمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ بِالْغَدٰاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَ لاٰ تَعْدُ عَيْنٰاكَ عَنْهُمْ
الآية)



لله قوم وفوا بما له خلقوا فما مضى طبق إلا بدا طبق

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 4  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست