responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 65

يعرفه إلا الأنبياء خاصة فالحمد لله الذي من علينا بمعرفته و ما رأينا ذلك إلا بكون اللّٰه امتن علينا بالاحترام التام لرسله ع و شرائعه المنزلة و علم الصلاح يختص بهم فمكنني اللّٰه من جنى ثمرته فقد نبهتك على الطريق الموصلة إلى علم الصلاح الذي أغفل الناس طريقه و جعلوه في الطبقة الرابعة و أخذوا الطريق خطا مستقيما و طريق الحق ليس كذلك و إنما هو مستقيم الاستدارة فإن القوم جهلوا معنى الاستقامة في الأشياء ما هي فالاستقامة الدائرة أن تكون دائرة صحيحة بحيث أن يكون كل خط يخرج من النقطة إلى المحيط منها مساويا لصاحبه و سائر الخطوط كما إن الاستقامة في الشكل المربع و المثلث أن يكون متساوى الأضلاع بتساوي الزوايا كما إن الاستقامة في الشكل المثلث المتساوي الساقين أن يكون متساوى الساقين فكل شيء لم يخرج عما وضع له فهي استقامته و علم العين و علم الفرق بين المعجزة و الكرامة و السحر وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب السابع عشر و ثلاثمائة»في معرفة منزل الابتلاء و بركاته

و هو منزل الإمام الذي على يسار القطب

عجبت لدار قد بناها و سواها و أسكنها روحا كريما و أبلاها
و خربها تخريب من لا يقيمها فمن لي بجمع الشمل من لي ببقياها
و قد كان علا ما بما قد أقامه فيا ليت شعري ما الذي كان أدراها
و لم لا بناها أولا و أقامها إقامة باق لا يزول محياها
و ما فعلت ما تستحق به الردا فما كان أسناها و ما كان أقواها
لقد عبثت فينا و فيها يد البلى و بعد زمان ردها ثم علاها
و رد إليها ذلك الروح فاستوى على عرشها ملكا و خلد سكناها
و أورثها عدنا و خلدا عناية فأسكنها فردوسها ثم مأواها

[أن الحياة للأرواح المدبرة الأجسام كلها]

اعلم أيدك اللّٰه أيها الولي الحميم و الصفي الكريم أن الحياة للأرواح المدبرة الأجسام كلها النارية و الترابية و النورية كالضوء للشمس سواء فالحياة لها وصف نفسي فما يظهرون على شيء إلا حيي ذلك الشيء و سرت فيه حياة ذلك الروح الظاهر له كما يسرى ضوء الشمس في جسم الهواء و وجه الأرض و كل موضع تظهر عليه الشمس و من هنا يعلم من هو روح العالم و ممن يستمد حياته و ما معنى قوله تعالى اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ ثم مثل فقال مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكٰاةٍ و هي الكوة فِيهٰا مِصْبٰاحٌ و هو النور إلى آخر التشبيه فمن فهم معنى هذه الآية علم حفظ اللّٰه العالم فهذه الآية من أسرار المعرفة بالله تعالى في ارتباط الإله بالمألوه و الرب بالمربوب فإن المربوب و المألوه لو لم يتول اللّٰه حفظه دائما لفنى من حينه إذ لم يكن له حافظ يحفظه و يحفظ عليه بقاءه فلو احتجب عن العالم في الغيب انعدم العالم فمن هنا الاسم الظاهر حاكم أبدا وجود أو الاسم الباطن علما و معرفة فبالاسم الظاهر أبقى العالم و بالاسم الباطن عرفناه و بالاسم النور شهدناه فإذا كانت حياة الإنسان الذي هو مقصودنا في هذا الباب لأنه باب الابتلاء و هو يعم المكلفين من الثقلين فإنه كل ما سوى الثقلين ليسوا مثلنا في حكم العبادة و التكليف فكلامي على الإنسان وحده من حيث حياته كلامي على كل ما سوى اللّٰه و كلامي ابتلائه كلامي على كل مكلف من الثقلين قال تعالى وَ كٰانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمٰاءِ على هنا بمعنى في أي كان العرش في الماء كما إن الإنسان في الماء أي منه تكون فإن الماء أصل الموجودات كلها و هو عرش الحياة الإلهية و من الماء خلق اللّٰه كل شيء حي و كل ما سوى اللّٰه حي فإن كل ما سوى اللّٰه مسبح بحمد اللّٰه و لا يكون التسبيح إلا من حي و قد وردت الأخبار بحياة كل رطب و يابس و جماد و نبات و أرض و سماء و هذه هي التي وقع فيها الخلاف بين أهل الكشف و غيرهم ممن ليس له كشف و بين أهل الايمان و بين من لا يقول بالشرائع أو من يتأول الشرائع على غير ما جاءت له فيقولون إنه تسبيح حال و أما ما أدرك الحس حياته فلا خلاف في حياته و إنما الخلاف في سبب حياته ما هو و في تسبيحه بحمد ربه لما ذا يرجع إذ لا يكون التسبيح إلا من حي عاقل يعقل ذلك و ما عدا الإنسان و الجن من الحيوان ليس بعاقل عند المخالف بخلاف ما نعتقد نحن و أهل الكشف و الايمان الصحيح و أعني بالعقل هنا العلم فالعرش هنا عبارة عن الملك

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست