responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 329

فإيمانهم بالباطل إيمان تنزيه و كفرهم أي سترهم نسبة الوجود إلى اللّٰه لما وقع في ذلك من الاشتراك و لذلك قال تعالى أُولٰئِكَ هُمُ الْخٰاسِرُونَ لأنهم خسروا في تجارتهم وجود ربح إظهار تمام الأمر على ما هو عليه ف‌ اِشْتَرَوُا الضَّلاٰلَةَ بِالْهُدىٰ أي الحيرة بالبيان فأخذوا الحيرة و علموا إن الأمر عظيم و أن البيان تقيد و هو لا يتقيد فآثروا الحيرة على البيان و أما أصحاب العقل السليم و النظر الصحيح و الايمان العام فهم الذين أثبتوا الحيرة في مقامها و موطنها

فقال ص زدني فيك تحيرا و أثبتوا البيان في مقامه الذي لا يتمكن معرفة ذلك الأمر إلا بالبيان و لا يقبل الحيرة فأعطوا كل ذي حق حقه و وضعوا الحكمة في موضعها فالكل مؤمنون فإن اللّٰه سماهم مؤمنين كما سماهم كافرين و مشركين و جعلهم على مراتب في إيمانهم و لهذا قال لِيَزْدٰادُوا إِيمٰاناً مَعَ إِيمٰانِهِمْ فيما آمنوا به كما زادهم مرضا و رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ فيما كفروا به فمنهم الصادق و الأصدق فينصر اللّٰه المؤمن الذي لم يدخله خلل في إيمانه على من دخله خلل في إيمانه فإن اللّٰه يخذله على قدر ما دخله من الخلل أي مؤمن كان من المؤمنين فالمؤمن الكامل الايمان منصور أبدا و لهذا ما انهزم نبي قط و لا ولي أ لا ترى يوم حنين لما ادعت الصحابة رضي اللّٰه عنهم توحيد اللّٰه ثم رأوا كثرتهم فأعجبتهم كثرتهم فنسوا اللّٰه عند ذلك فلم تغن عنهم كثرتهم شيئا : كما لم تغن أولئك آلهتهم من اللّٰه شيئا مع كون الصحابة مؤمنين بلا شك و لكن دخلهم الخلل باعتمادهم على الكثرة و نسوا قول اللّٰه كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّٰهِ فما أذن اللّٰه هنا إلا للغلبة فأوجدها فغلبتهم الفئة القليلة بها عن إذن اللّٰه

فما ثم إلا اللّٰه ليس سواه و كل بصير بالوجود يراه

[تأثير الصدق مشهود في أشخاص ما لهم تلك المكانة]

و أما تأثير الصدق فمشهود في أشخاص ما لهم تلك المكانة من أسباب السعادة التي جاءت بها الشرائع و لكن لهم القدم الراسخ في الصدق فيقتلون بالهمة و هي الصدق قيل لأبي يزيد أرنا اسم اللّٰه الأعظم فقال لهم أرونا الأصغر حتى أريكم الأعظم أسماء اللّٰه كلها عظيمة فما هو إلا الصدق اصدق و خذ أي اسم شئت فإنك تفعل به ما شئت و به أحيا أبو يزيد النملة و أحيا ذو النون ابن المرأة التي ابتلعه التمساح فإن فهمت فقد فتحت لك بابا من أبواب سعادتك إن عملت عليه أسعدك اللّٰه حيث كنت و لن تخطئ أبدا و من هنا تكون في راحة مع اللّٰه إذا كانت الغلبة للكافرين على المسلمين فتعلم إن إيمانهم تزلزل و دخله الخلل و أن الكافرين فيما آمنوا به من الباطل و المشركين لم يتخلخل إيمانهم و لا تزلزلوا فيه فالنصر أخو الصدق حيث كان يتبعه و لو كان خلاف هذا ما انهزم المسلمون قط كما أنه لم ينهزم نبي قط و أنت تشاهد غلبة الكفار و نصرتهم في وقت و غلبة المسلمين و نصرتهم في وقت و الصادق من الفريقين لا ينهزم جملة واحدة بل لا يزال ثابتا حتى يقتل أو ينصرف من غير هزيمة و على هذه القدم وزراء المهدي و هذا هو الذي يقررونه في نفوس أصحاب المهدي أ لا تراهم بالتكبير يفتحون مدينة الروم فيكبرون التكبيرة الأولى فيسقط ثلث سورها و يكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور و يكبرون الثالثة فيسقط الثلث الثالث فيفتحونها من غير سيف فهذا عين الصدق الذي ذكرنا و هم جماعة أعني وزراء المهدي دون العشرة و إذا علم الإمام المهدي هذا عمل به فيكون أصدق أهل زمانه فوزراؤه الهداة و هو المهدي فهذا القدر يحصل للمهدي من العلم بالله على أيدي وزرائه

[ختم الولاية المحمدية]

و أما ختم الولاية المحمدية فهو أعلم الخلق بالله لا يكون في زمانه و لا بعد زمانه أعلم بالله و بمواقع الحكم منه فهو و القرآن إخوان كما إن المهدي و السيف إخوان و إنما شك رسول اللّٰه ص في مدة إقامته خليفة من خمس إلى تسع للشك الذي وقع في وزرائه لأنه لكل وزير معه سنة فإن كانوا خمسة عاش خمسة و إن كانوا سبعة عاش سبعة و إن كانوا تسعة عاش تسعة فإنه لكل عام أحوال مخصوصة و علم ما يصلح في ذلك العام خص به وزير من وزرائه فما هم أقل من خمسة و لا أكثر من تسعة و يقتلون كلهم إلا واحدا منهم في مرج عكا في المائدة الإلهية التي جعلها اللّٰه مائدة لسباع الطير و الهوام و ذلك الواحد الذي يبقى لا أدري هل يكون ممن استثنى اللّٰه في قوله تعالى وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاّٰ مَنْ شٰاءَ اللّٰهُ أو يموت في تلك النفخة

[الشاب الذي يقتله الدجال]

و أما الخضر الذي يقتله الدجال في زعمه لا في نفس الأمر و هو فتى ممتلئ شبابا هكذا يظهر له في عينه و قد قيل إن الشاب الذي يقتله الدجال في زعمه أنه واحد من أصحاب الكهف و ليس ذلك بصحيح عندنا من طريق الكشف و ظهور

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 3  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست