responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 8

النجباء و هم ثمانية في كل زمان لا يزيدون و لا ينقصون و هم الذين تبدو منهم و عليهم إعلام القبول من أحوالهم و إن لم يكن لهم في ذلك اختيار لكن الحال يغلب عليهم و لا يعرف ذلك منهم إلا من هو فوقهم لا من هو دونهم و هم أهل علم الصفات الثمانية السبع المشهورة و الإدراك الثامن و مقامهم الكرسي لا يتعدوه ما داموا نجباء و لهم القدم الراسخة في علم تسيير الكواكب من جهة الكشف و الاطلاع لا من جهة الطريقة المعلومة عند العلماء بهذا الشأن و النقباء هم الذين حازوا علم الفلك التاسع و النجباء حازوا علم الثمانية الأفلاك التي دونه و هي كل فلك فيه كوكب

[الحواريون]

و منهم رضي اللّٰه عنهم الحواريون و هو واحد في كل زمان لا يكون فيه اثنان فإذا مات ذلك الواحد أقيم غيره و كان في زمان رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم الزبير بن العوام هو كان صاحب هذا المقام مع كثرة أنصار الدين بالسيف فالحواري من جمع في نصرة الدين بين السيف و الحجة فأعطى العلم و العبارة و الحجة و أعطى السيف و الشجاعة و الإقدام و مقاومة التحدي في إقامة الحجة على صحة الدين المشروع كالمعجزة التي للنبي فلا يقوم بعد رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بدليله الذي يقيمه على صدقه فيما ادعاه إلا حواريه فهو يرث المعجزة و لا يقيمها الأعلى صدق نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم

[معجزة النبي و كرامة الولى]

هذا مقام الحواري و يبقى عليها اسم المعجزة أعني على تلك الدلالة فإنه يقترن بها مع الحواري ما يقترن بها مع النبي صلى اللّٰه عليه و سلم و يضيفها إلى النبي كما يضيفها النبي إلى نفسه و لا يسمى مثل هذا كرامة لولي لأنه ما كان معجزة النبي على حدها و شمول لوازمها لا يكون ذلك أبدا كرامة لولي و إلى هذا ذهب الأستاذ أبو إسحاق الأسفراييني و لكن على غير هذا الوجه الذي أومأنا إليه فإن أبا إسحاق يحيل وقوع عين الفعل المعجز و أكثر المتكلمين لا يحيله أن يكون كرامة لا على طريق الإعجاز فإذا وقع من الشخص على حد ما وقع من النبي بطريق الإعجاز لصدق ذلك النبي من هذا التابع فإنه يقع و لا بد و هذا لا يكون إلا من الحواري خاصة فمن ظهر منه مثل هذا على حد ما رسمناه فهو حواري ذلك العصر و قد رأيناه في زماننا سنة ست و ثمانين و خمسمائة فهذا هو المسمى بالحواري

[الرجبيون]

و منهم رضي اللّٰه عنهم الرجبيون و هم أربعون نفسا في كل زمان لا يزيدون و لا ينقصون و هم رجال حالهم القيام بعظمة اللّٰه و هم من الأفراد و هم أرباب القول الثقيل من قوله تعالى إِنّٰا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً و سموا رجبيون لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا في شهر رجب من أول استهلال هلاله إلى انفصاله ثم يفقدون ذلك الحال من أنفسهم فلا يجدونه إلى دخول رجب من السنة الآتية و قليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق و هم متفرقون في البلاد و يعرف بعضهم بعضا منهم من يكون باليمن و بالشام و بديار بكر لقيت واحدا منهم بدنيسير من ديار بكر ما رأيت منهم غيره و كنت بالأشواق إلى رؤيتهم و منهم من يبقى عليه في سائر السنة أمر ما مما كان يكاشف به في حاله في رجب و منهم من لا يبقى عليه شيء من ذلك و كان هذا الذي رأيته قد أبقى عليه كشف الروافض من أهل الشيعة سائر السنة فكان يراهم خنازير فيأتي الرجل المستور الذي لا يعرف منه هذا المذهب قط و هو في نفسه مؤمن به يدين به ربه فإذا مر عليه يراه في صورة خنزير فيستدعيه و يقول له تب إلى اللّٰه فإنك شيعي رافضي فيبقى الآخر متعجبا من ذلك فإن تاب و صدق في توبته رآه إنسانا و إن قال له بلسانه تبت و هو يضمر مذهبه لا يزال يراه خنزيرا فيقول له كذبت في قولك تبت و إذا صدق يقول له صدقت فيعرف ذلك الرجل صدقه في كشفه فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضي و لقد جرى لهذا مثل هذا مع رجلين عاقلين من أهل العدالة من الشافعية ما عرف منهما قط التشيع و لم يكونوا من بيت التشيع أداهما إليه نظرهما و كانا متمكنين من عقولهما فلم يظهرا ذلك و أصرا عليه بينهما و بين اللّٰه فكانا يعتقدان السوء في أبي بكر و عمر و يتغالون في علي فلما مرا به و دخلا عليه أمر بإخراجهما من عنده فإن اللّٰه كشف له عن بواطنهما في صورة خنازير و هي العلامة التي جعل اللّٰه له في أهل هذا المذهب و كانا قد علما من نفوسهما أن أحدا من أهل الأرض ما اطلع على حالهما و كانا شاهدين عدلين مشهورين بالسنة فقالا له في ذلك فقال أراكما خنزيرين و هي علامة بيني و بين اللّٰه فيمن كان مذهبه هذا فأضمرا التوبة في نفوسهما فقال لهما إنكما الساعة قد رجعتما عن ذلك المذهب فإني أراكما إنسانين فتعجبا من ذلك و تابا إلى اللّٰه و هؤلاء الرجبيون أول يوم يكون في رجب يجدون كأنما

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست