responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 686

العبد التي يعلمها الحق و ذكر العلانية التي يذكر العبد به ربه و أما العلم بما هو أخفى من السر فهو ما لا يعلمه إلا اللّٰه وحده لا علم لهذا العبد به و لا يمكن أن يعلمه إلا اللّٰه و هو علمه بنفسه و ما عدا هذا العلم فهو إما علم سره أو علم علانية فمتعلق العلم ثلاثة أشياء الجهر و السر و ما هو أخفى من السر و متعلق الذكر أمران ذكر الملإ و هو نوعان ملأ الأسماء و ملأ الملائكة و الأمر الآخر ذكر النفس فتساوي الذكر مع العلم في التقسيم*

[إن اللّٰه قد أودع في الإنسان علم كل شيء]

و مما يتضمن هذا المنزل كون الإنسان قد أودع اللّٰه فيه علم كل شيء ثم حال بينه و بين أن يدرك ما عنده مما أودع اللّٰه فيه و ما هو الإنسان مخصوص بهذا وحده بل العالم كله على هذا و هو من الأسرار الإلهية التي ينكرها العقل و يحيلها جملة واحدة و قربها من الذوات الجاهلة في حال علمها قرب الحق من عبده و هو قوله تعالى وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ و قوله وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ و مع هذا القرب لا يدرك و لا يعرف إلا تقليدا و لو لا إخباره ما دل عليه عقل و هكذا جميع ما لا يتناهى من المعلومات التي بعلمها هي كلها في الإنسان و في العالم بهذه المثابة من القرب و هو لا يعلم ما فيه حتى يكشف له عنه مع الآنات و لا يصح فيه الكشف دفعة واحدة لأنه يقتضي الحصر و قد قلنا إنه لا يتناهى فليس يعلم الأشياء بعد شيء إلى ما لا يتناهى و هذا من أعجب الأسرار الإلهية أن يدخل في وجود العبد ما لا يتناهى كما دخل في علم الحق ما لا يتناهى من المعلومات و علمه عين ذاته و الفرق بين تعلق علم الحق بما لا يتناهى و بين أن يودع الحق في قلب العبد ما لا يتناهى إن الحق يعلم ما في نفسه و ما في نفس عبده تعيينا و تفصيلا و العبد لا يعلم ذلك إلا مجملا و ليس في علم الحق بالأشياء إجمال مع علمه بالإجمال من حيث إن الإجمال معلوم للعبد من نفسه و من غيره فكل ما يعلمه الإنسان دائما و كل موجود فإنما هو تذكر على الحقيقة و تجديد ما نسيه و يحكم هذا المنزل على إن العبد أقامه الحق في وقت ما في مقام تعلق علمه بما لا يتناهى و ليس بمحال عندنا و إنما المحال دخول ما لا يتناهى في الوجود لا تعلق العلم به ثم إن الخلق أنساهم اللّٰه ذلك كما أنساهم شهادتهم بالربوبية في أخذ الميثاق مع كونه قد وقع و عرفنا ذلك بالأخبار الإلهي فعلم الإنسان دائما إنما هو تذكر فمنا من إذا ذكر تذكر أنه قد كان علم ذلك المعلوم و نسيه كذي النون المصري و منا من لا يتذكر ذلك مع إيمانه به أنه قد كان يشهد بذلك و يكون في حقه ابتداء علم و لو لا أنه عنده ما قبله من الذي أعلمه و لكن لا شعور له بذلك و لا يعلمه إلا من نور اللّٰه بصيرته و هو مخصوص بمن حاله الخشية مع الأنفاس و هو مقام عزيز لأنه لا يكون إلا لمن يستصحبه التجلي دائما و يتضمن هذا المنزل مسائل ذي النون المشهورة و هي إيجاد المحال العقلي بالنسب الإلهية و يتضمن علم المفاضلة بين المتنافرين من جميع الوجوه و يتضمن أن كل جوهر في العالم يجمع كل حقيقة في العالم كما إن كل اسم إلهي مسمى بجميع الأسماء الإلهية و ذلك قوله تعالى قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ و هذا العلم خاصة انفردت به دون الجماعة في علمي فلا أدري هل عثر عليه غيري و كوشف به أم لا من جنس المؤمنين أهل الولاية لا جنس الأنبياء و أما في الأسماء الإلهية فقد قال به أبو القسم بن قسي في خلع النعلين له فرحم اللّٰه عبدا بلغه إن أحدا قال بهذه المسألة عن نفسه كما فعلت أنا أو عن غيره فيلحقها بكتابي هذا في هذا الموضع استشهاد إلي فيما ادعيته فإني أحب الموافقة و أن لا أنفرد بشيء دون أصحابي وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الباب الثامن و التسعون و مائتان في معرفة منزل الذكر من العالم العلوي في الحضرة المحمدية»



زهر المعارف من زهر الرياضات و زهر روضك من زهر السموات
فللجسوم علوم ليس يشبهها علم النفوس لأسباب و آفات
حقائق الحق لا تخفى مداركها لأن إدراكها للذات بالذات
و ما سواها فإدراك بواسطة بما يراه من أعلام و آيات
هزل الأكابر جد عن مشاهدة في طيه عندهم مكر الكرامات
إمهالهم ليس إهمالا لعلمهم بأن ذلك مربوط بأوقات
إن الرجال و إن حققت نسبتهم إلى أب واحد أولاد علات

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 686
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست