responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 667

حال عدمه و إنها رؤية حقيقية لا شك فيها و هو المسمى بالعالم و لا يتصف الحق بأنه لم يكن يراه ثم رآه بل لم يزل يراه فمن قال بالقدم فمن هنا قال و من نظر إلى وجود العالم في عينه لنفسه و لم يكن له هذه الحالة في حال رؤية الحق إياه قال بحدوثه و من هنا تعلم أن علة رؤية الرائي الأشياء ليس هو لكونها موجودة كما ذهب إليه من ذهب من الأشاعرة و إنما وجه الحق في ذلك إنما هو استعداد المرئي لأن يرى سواء كان موجودا أو معدوما فإن الرؤية تتعلق به و أما غير الأشاعرة من المعتزلة فإنها اشترطت في الرؤية البصرية أمورا زائدة على هذا تابعة للوجود و لهذا صرفت الرؤية إلى العلم خاصة فأما تجلى الذات بين تجليين حجابيين فلا بد أن يظهر في ذلك التجلي الذاتي من صور الحجابين أمر للرائي فيكون ذلك التجلي له كالمرآة يقابل بها صورتين فيرى الحجابين بنور ذلك التجلي الذاتي في مرآة الذات كما تشهد الفقر في حال تنزيهك الحق عنه سبحانه الغني الحميد و إن لم يكن الأمر كذلك فكيف تنزهه عما ليس بمشهود لك عقلا فهكذا صورة الحجاب في الذات عند التجلي و أوضح من هذا فلا يمكن فإذا أدرك العارف صورة هذين الحجابين أو صورة الحجاب و التجلي الذاتي الذي هذا التجلي الذاتي الآخر بينهما أو أدرك التجليين الذاتيين في مجلى الحجاب الواقع بينهما فليكن ذكره و عمله بحسب ما تعطيه تلك الصورتان في ذلك المجلى و العلة في أنه لا يدرك أبدا في التجلي أي تجل كان إلا صورتين لا بد منهما لكون الواحد يستحيل أن يشهد في أحديته و لما كان الإنسان لا تصح له الأحدية و هو في الرتبة الثانية من الوجود فله الشفعية لهذا لا يشاهد في التجلي إلا الصورتين الذي هو المجلى بينهما فلا يرى الرائي من الحق أبدا حيث رآه إلا نفسه فهذا التجلي يعرفك بنفسك و بنفسه فإن كان التجلي بين حجابين كانت الصورتان عملا إن كان في الدنيا فيكون عمل تكليف مشروع و إن كان في الآخرة فيكون عمل نعيم في منكوح أو ملبوس أو مأكول أو مشروب أو تفرج بحديث أو كل ذلك أو ما أشبه ذلك بحسب الحجاب و لهذا إذا رجع الناس من التجلي في الدار الآخرة يرجعون بتلك الصورة و يرون ملكهم بتلك الصورة و بها يقع النعيم و يظهر أن النعيم متعلقة الأشياء و ليس كذلك و إنما متعلق النعيم وجود الأشياء أو إدراكها على تلك الصور الحجابية التي أدركها في المجلى الذاتي و إن كان التجلي تجليا حجابيا بين تجليين ذاتيين كتجلي القمر بين الضحى و الظهيرة و تجلى الليل بين نهارين كانت الصورتان في ذلك المجلى الحجابي علما لا عملا و لكن من علوم التنزيه فتتحلى به النفس و تنعم به النعيم المعنوي و تلك جنتها المناسبة لها فافهم و إن كان التجلي الذاتي بين تجل حجابي و ذاتي كانت الصورتان صورة علم لا صورة عمل فالتجلي الذاتي في الذاتي صورة علم تنزيه لا غير و صورة التجلي الحجابي فيه صورة علم تشبيه و هو تخلق العبد بالأسماء الإلهية و ظهوره في ملكه بالصفات الربانية و في هذا المقام يكون المخلوق خالقا و يظهر بأحكام جميع الأسماء الإلهية و هذه مرتبة الخلافة و النيابة عن الحق في الملك و به يكون التحكم له في الموجودات بالفعل بالهمة و المباشرة و القول فأما الهمة فإنه يريد الشيء فيتمثل المراد بين يديه على ما أراده من غير زيادة و لا نقصان و أما القول فإنه يقول لما أراده كُنْ فَيَكُونُ ذلك المراد أو يباشره بنفسه إن كان عملا كمباشرة عيسى الطين في خلق الطائر و تصويره طائرا و هو قوله لِمٰا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ فللإنسان في كل حضرة إلهية نصيب لمن عقل و عرف و إن كان التجلي الحجابي بين تجل حجابي و ذاتي فالتجلي الحجابي في الحجابي علم ارتباطه بالحق من حيث ما هو دليل عليه و كونه سببا عنه و أنه على صورته و نسبة الشبه به و أما صورة التجلي الذاتي في الحجابي فهو علم تجلى الحق في صفات المخلوق من الفرح و التعجب و التبشبش و اليد و القدم و العين و الناجذ و اليدين و القبضة و اليمين و القسم للمخلوق بالمخلوقين و بنفسه و اتصافه بحجب النور و الظلم و بحصر سبحانه المحرقة خلف تلك الحجب النورية و الظلمية و قد حصرت لك مقام التجليات في أربع و ليس ثم غيرها أصلا و لما أعطت الحقيقة في التجليات الإلهية إنها لا تكون إلا في هذه الأربع في العالم كانت الموجودات كلها على التربيع في أصلها الذي ترجع إليه فكل موجود لا بد أن يكون في علمه علم تنزيه أو علم تشبيه و في عمله إما في عمل صناعي أو عمل فكري روحاني و لا تخلو من هذه الأربعة الأقسام و كذا الطبيعة أعطت بذاتها لحكم هذه التجليات فإن الموجودات إنما خرجت على صورة هذه التجليات فكانت الحرارة و البرودة و اليبوسة و الرطوبة و هي في كل جسم بكمالها غير أنه

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 667
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست