responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 490

>«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»<

«الباب السابع و مائتان في حال العلة»



إن العليل إلى الطبيب ركونه مهما أحس بعلة في نفسه
فتراه يعبده و ما هو ربه حذرا عليه أن يحل برمسه
فسألت ما سبب الركون فقيل لي ما كان إلا كونه من جنسه

[العلة تنبيه من الحق]

اعلم أن العلة عند القوم تنبيه من الحق و من تنبيهات الحق

قوله على لسان نبيه صلى اللّٰه عليه و سلم إن اللّٰه خلق آدم على صورته و في رواية يصححها الكشف و إن لم تثبت عند أصحاب النقل على صورة الرحمن فارتفع الإشكال و هو الشافي من هذه العلة يقول تعالى لِتُبَيِّنَ لِلنّٰاسِ مٰا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فعلمنا أن كل رواية ترفع الإشكال هي الصحيحة و إن ضعفت عند أهل النقل و إذا كان اللّٰه هو الشافي و المعافي فهو الطبيب كما قال الصديق الطبيب أمرضني فسبب حنين صاحب العلة إلى الطبيب ما ذكرناه في الشعر و هو خلقه على الصورة ثم أيد هذا الخبر و هذا النظر الكشفي

قول اللّٰه تعالى مرضت فلم تعدني و لما فسر قال مرض فلان فأنزل نفسه فيما أصاب فلانا عناية منه بفلان و هذه كلها علل لمن عقل عن اللّٰه فالعلة إثبات السبب و الحق عين السبب إذ لولاه ما كان العالم فهو اَلْخٰالِقُ الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ الشافي فإذا كان هو عين العلة في قوله منك من

قوله أعوذ بك منك فما شفاه إلا منه إذ لا شافي إلا اللّٰه فهو الشافي من كل علة فإن اللّٰه وضع الأسباب فلا يقدر على رفعها و وضع اللّٰه لها أحكاما فلا يمكن ردها و هو مسبب الأسباب فخلق الداء و الدواء و ما جعل الشفاء إلا له خاصة فالشفاء علة لإزالة المرض و ما كل علة شفاء فكل مسبب سبب و ما كل سبب مسبب لكن قد يكون مسبب الحكم لا مسبب العين كقوله أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ فالعلة إذا كانت بمعنى السبب لها حكم و إذا كانت بمعنى المرض لها حكم فهي بمعنى المرض داء و هي بمعنى السبب حكمة فالعلة تنبيه من الحق لعبده على كل حال فوقتا ينبهه من رقدة غفلته بأمر ينزل به و ذلك هو الداء و المرض فإذا فقد العافية أحس بالألم فعلم أن مصيبة نزلت به فشرع اللّٰه له أن يقول إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ و لا يرجع إلا من خرج و وقتا ينبهه من رقدة غفلته بحكمة تظهر له في نفسه من غير أن يكون ذا مرض نفساني فإذا كان الحق عين علته فلا يكون إلا من تجل إلهي فجأة فإن لله فجآت على قلوب عباده ترد عليهم من غير استدعاء و لا تقدم سبب معين عنده و إن كان عن سبب في نفس الأمر و لكن لا علم له بذلك غير أن القوم ما عدلوا إلى هذا الاسم الذي هو العلة إلا لما رأوا العلة مرتبطة بمعلولها و المعلول مربوطا بعلته و علموا أن العالم ملك لله و الملك مربوط حقيقة وجوده ملكا بالملك و الملك اللّٰه و الملك لا يكون ملكا على نفسه فهو مربوط بالملك فلما ظهر التضايف في كون العالم مربوبا و مملوكا عدلوا إلى اسم العلة و لم يعدلوا إلى اسم السبب و لا إلى اسم الشرط و لما كان بعض التنبيهات الإلهية آلاما و نوازل تكرهها النفوس بالطبع عدلوا إلى اسم بجمع التنبيهات كلها فعدلوا إلى العلة فإن المرض يسمى علة و هو من أقوى المنبهات في الرجوع إلى اللّٰه لما يتضمنه من الضعف ثم إن اللّٰه جعل الأسباب حجبا عن اللّٰه و ركنت النفوس إليها و نسي اللّٰه فيها و انتقل الاعتماد عليها من الخلق و العلة و إن كانت عين السبب و لكن لاختلاف الاسم حكم فالعلة على النقيض من السبب فإنها منبهة بذاتها على اللّٰه فكان اسم العلة بالمنبه أولى فكل سبب لا يردك إلى اللّٰه و لا ينبهك عليه و لا يحضره عندك فليس بعلة

فدائي هو الداء العضال لأنه ينبهني في كل حال على نفسي
فما علتي غيري و ما علتي أنا و لست بذي فصل و لست بذي جنس
و لست على علم فاعرف من أنا و لست على جهل بذاتي و لا لبس
فما أنا من تعني و لا أنا غيره و لكنني في الطرح في الضرب كالأس

[إن العلة تنبيه من تنبهات الإلهي]

و لما كانت العلة التنبه الإلهي فتنبيهات الحق لا تنحصر إلا من طريق ما و هو أن التنبيه الإلهي لا يخلو ما أن يكون من

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست