responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 484

و الفرح و المعية و غير ذلك فالكل صفة كمال لله تعالى فهو موصوف بها كما تقتضيه ذاته و أنت موصوف بها كما تقتضيها

ذاتك و العين واحدة و الحكم مختلف و العبد يعبد و الرحمن معبود
فليس التحلي في الحقيقة تشبه فإنه محال في نفس الأمر و ما قال به إلا من لا معرفة له بالحقائق و كذلك كنا لَوْ لاٰ أَنْ مَنَّ اللّٰهُ عَلَيْنٰا فتعين علينا أن نبين للخلق ما بينه الحق لنا هكذا أخذ العهد علينا فيما يجوز لنا الإبانة عنه و الإفصاح به و أما ما أخذ اللّٰه علينا العهد على كتمانه فنشاهده من الخلق و لا نخبرهم بما هو فهم بحكم ما يتخيلون و نحن بحكم ما نعلم و لو عرفناهم بذلك ما قبلوا لأن استعدادهم لا يعطي القبول كما قال وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ فما حجبناه عنهم إلا رحمة بهم فإن اللّٰه سبحانه لم يترك منفعة لعباده إلا و قد أبانها لهم و اختلف استعدادهم في القبول و ما أبان اللّٰه عن نفسه بما أبان مما وصف به نفسه مما تنزهه عنه العقول بأدلتها إلا ليعلم أنه ما ثم شيء من الموجودات و لا عين خارج عنه بل كل صفة تظهر في العالم لها عين في جناب الحق و الكل مرتبط به و كيف لا يرتبط به و هو ربه و موجدة وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ >«بسم اللّٰه الرحمن الرحيم»<

«الباب الخامس و مائتان في التخلي بالخاء المعجمة»



لو لا المراتب في المشروع ما ظهرت حقائق الحق و الأعيان تشهده
كيف التخلي و ما في الكون من أحد سواه و هو الذي في الكون نعبده
و ذاك يمنعنا من أن نقيده فنحن نعدمه وقتا و نوجده
فكل ما في وجود الكون من عرض على اعتقاداتنا فالله موجدة
فأشهده إن كنت ذا عين و معرفة في كل شيء و إن الشيء يفقده

[التخلي اختيار الخلوة و الإعراض عن كل ما يشغل عن الحق]

اعلم أن التخلي بالخاء المعجمة عند القوم اختيار الخلوة و الإعراض عن كل ما يشغل عن الحق و عندنا التخلي عن الوجود المستفاد لأنه في الاعتقاد هكذا وقع و في نفس الأمر ليس إلا وجود الحق و الموصوف باستفادة الوجود هو على أصله ما انتقل من إمكانه فحكمه باق و عينه ثابتة و الحق شاهد و مشهود فإنه تعالى لا يصح أن يقسم بما ليس هو لأن المقسوم به هو الذي ينبغي له العظمة فما أقسم بشيء ليس هو و قد ذكرنا ذلك في باب النفس بفتح الفاء فمما أقسم به وَ شٰاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ فهو الشاهد و المشهود و هو ما استفاد الوجود بل هو الموجود فإن قلت فمن هذا الذي جهل هذا الأمر حتى تعلمه و لا يقبل الإعلام إلا موجود قلنا الجواب عليك من نفس اعتقادك فإنك المؤمن بأنه تعالى قال للشيء كُنْ فما خاطب و لا أمر إلا من يسمع و لا وجود له عندك في حال الخطاب فقد أسمع من لا وجود له فهو الذي يعلمه ما ليس عنده فيعلمه و هو في حال عدمه يقبل التعليم كما سمع الخطاب عندك فقبل التكوين و ما هو عندنا قبوله للتكوين كما هو عندك و إنما قبوله للتكوين أن يكون مظهرا للحق فهذا معنى قوله فَيَكُونُ لا أنه استفاد وجودا إنما استفاد حكم المظهرية فيقبل التعليم كما قبل السماع لا فرق و لقد نبهتك على أمر عظيم إن تنبهت له و عقلته فهو عين كل شيء في الظهور ما هو عين الأشياء في ذواتها سبحانه و تعالى بل هو هو و الأشياء أشياء فبعض المظاهر لما رأت حكمها في الظاهر تخيلت أن أعيانها اتصفت بالوجود المستفاد فلما علمنا أن ثم في الأعيان الممكنات من هو بهذه المثابة من الجهل بالأمر تعين علينا مع كوننا على حالنا في العدم مع ثبوتنا أن نعلم من لا يعلم من أمثالنا ما هو الأمر عليه و لا سيما و قد اتصفنا بأنا مظهر فتمكنا بهذه النسبة من الإعلام لمن لا يعلم فأفدناه ما لم يكن عنده فقبله فمما أعلمناه أنه ما استفاد وجودا بكونه مظهرا فتخلى عن هذا الاعتقاد لا عن الوجود المستفاد لأنه ليس ثم فلهذا عدلنا في التخلي أنه التخلي عن الوجود المستفاد و أما أهل السلوك الذين لا علم لهم بذلك و لا بمن هو الظاهر المشهود و لا بمن هو العالم فآثروا الخلوة لينفردوا بالحق لما حجتهم الكثرة المشهودة في الوجود عن اللّٰه جنحوا إلى التخلي و هذا مما يدلك على أنهم ما تركوا الأشياء

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست