responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 470

اسم إلهي إلى متعلقة غالبا و إن كان لغيره فيه حكم و قد تقدم الكلام في مثل هذا و متعلقة موجود ما أو حكم في موجود ثم ربط الوجود بعضه ببعضه بين فاعل و منفعل و جوهر و عرض و مكان و زمان و إضافة و غير ذلك من تقاسيم الأشياء فيه وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

«الفصل التاسع و الثلاثون»في النقل في الأنفاس

[ما المراد بالنقل]

اعلم أن المراد بالنقل أن ينقل حكم الآخر إلى الأول و يجعل محله من الأول آخرا و قد كان في الآخر أولا و يزيل من الآخر عين ما ظهر فيه هذا الحكم و العين واحدة فإنه قال هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ و الهوية واحدة العين و انتقل الحكم من آخر إلى أول في عين واحدة و لا يكون هذا النقل الخاص في هذا الباب إلا نقل الموجود من حال شدة إلى حال رخاء و من عسر إلى يسر فالنقل تسهيل طريق إلى وجود الرحمة و هذا النقل يظهر في ثلاث مراتب المرتبة الأولى أن يظهر في الصور الممثلة على صورة المحسوس فيكون لها حكم المحسوسات و ليست بمحسوسات و هي من وجه محسوسات فينتقل إليها ذلك الحكم ليعلم أن للظهور في صورة ما من الموجود المنزه عن التأثير حكم الصورة التي ظهر فيها فانتقل الحكم إلى الذي كان لا يقبله قبل هذا لظهوره بالصورة التي هذا الحكم لها كما انتقل حكم البشر إلى الروح لما ظهر بصورة البشر فأعطى الولد الذي هو عيسى و ليس ذلك من شأن الأرواح و لكن انتقل حكم الصورة إليها بقبوله للصورة فمن ظهر في صورة كان له حكمها و من هنا تعرف مرتبة الإنسان الكامل الذي خلقه اللّٰه على صورته و لتلك الصورة حكم فتبع الحكم الصورة فلم يدع الألوهية لنفسه أحد من خلق اللّٰه إلا الإنسان الذي ظهر بأحكام الأسماء و النيابة فكان ملكا مطاعا كفرعون و غيره و قد يظهر حكم النقل في مرتبة المعرفة و هي المرتبة الثانية

قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم من عرف نفسه عرف ربه و ذلك بنقل الحكم الذي كان لنفسه إلى ربه لما علم أنه ما في الوجود إلا اللّٰه و المرتبة الثالثة الانتقال في جميع المراتب فينتقل حكم المنزلة للنازل فيها كانت المنزلة ما كانت مما تحمد أو تذم و إذا انتقل الحكم انتقل الحكم فيها بحسب ما تقرر في العرف و الوضع العادي و الشرعي أ لا ترى الروح الجني إذا لبس صورة الحية و الحكم فيها منا القتل قتلناه لصورته و لو علمنا أنه جان ما قتلناه كما انتقل حكم الصورة في الجان فحكمت عليه أنه حية عاملناه فحكمنا في تلك الصورة

روينا حديثا عن شخص من جن وفد نصيبين الذين وفدوا على رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لهؤلاء الوفد من الجن لما كان لهم الظهور في أي صورة شاءوا فحكم عليهم إنه من تصور في غير صورته فقتل فلا عقل فيه و لا قود فإنه من قتل حية أو عقربا لا يقتل به و لا تؤخذ فيه دية فمن ظهر في صورة من هذا حكمه انسحب عليه هذا الحكم

«الفصل الأربعون»في الجلي و الخفي من الأنفاس

فالجلي ما ظهر و الخفي ما استتر و لا يكون الاستتار و الخفاء إلا في الأمثال و أما في غير الأمثال فلا لأن غير المثل لا يقبل صورة من ليس مثله أ لا ترى

قوله عليه السلام حين قال إن اللّٰه قال على لسان عبده سمع اللّٰه لمن حمده لأنه قال فيه إنه خلقه على صورته فجعله مثلا ثم نفى أن يماثل ذلك المثل فقال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ أي ليس مثل مثله شيء فنفى أن يماثل المثل فاستتر الحق بصورة العبد في قوله سمع اللّٰه لمن حمده فإن المترجم عنه اسم مفعول يستتر بظهور المترجم اسم فاعل في باب المماثلة له فيما يطلبه من الأمور التي لا صورة لها في المترجم لهم من حيث ما يعرفها المترجم عنه في لسانه فيظهر المترجم عنه بصورة المترجم عنه المعنوية و بصورة المترجم لهم المحسوسة فيظهر بالصورتين فإنه سماه عبدا و هو عبد قائل عن حق فكان لسانه لسان حق في قوله سمع اللّٰه لمن حمده و ما زال عن كونه عبدا في ذلك فالله تعالى يظهرنا وقتا و يستر نفسه فيما هو له و وقتا يظهر نفسه و يسترنا بحسب المواطن حكمة منه فالكامل من أهل اللّٰه ينظر مراد اللّٰه في الوقائع فأي عين أراد اللّٰه ظهورها أظهر و أي عين أراد اللّٰه سترها سترها و الأدب يقضي بأمر كلي أن ما حسن عرفا و شرعا نسبة للحق فأظهر الحق فيه و جلاه للبصائر و الأبصار و ما قبح عرفا و شرعا نسبه إلى نفسه إن شاء و أظهر نفسه فيه و جلاه أو نسبه إلى الشيطان إن شاء و أظهر عين الشيطان فيه و جلاه فيكون باطنه حقا لقوله فَأَلْهَمَهٰا فُجُورَهٰا وَ تَقْوٰاهٰا و كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ و لكن مع هذا كله لا بد إن لم يكن مثلا يصيره مثلا و حينئذ يستره و إلا فما يستتر فإنه ما ثم مثل إلا الإنسان فهو يقبل الاستتار و ما عدا الإنسان فلا يقبله فإنه ليس بمثل فإذا أردت أن تستره

نام کتاب : الـفتوحات المکیة نویسنده : ابن عربي، محيي الدين    جلد : 2  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست